كتب زياد إلى سعيد بن العاص يخطب إليه أمّ عثمان بنت سعيد وبعث إليه بمال كثير؛ فلما قرأ الكتاب أمر حاجبه بقبض المال والهدايا، فلما قبضها أمره يقسمها بين جلسائه؛ فقال الحاجب: إنها أكثر من ذلك؛ فقال: أنا أكثر منها، ففعل؛ ثم كتب إلى زياد: بسم الله الرحمن الرحيم. ف إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى
«١» .
خطب لقيط بن زرارة «٢» إلى قيس بن خالد ذي الحدّين الشّيبانيّ؛ فقال له قيس: ومن أنت؟ قال: لقيط بن زرارة. قال: وما حملك أن تخطب إليّ علانية؟ فقال) لأنّي عرفت أنّي إن عالنتك لم أفصحك وإن ساررتك لم أخدعك؛ فقال: كفء كريم، لا تبيت والله عندي عزبا ولا غريبا. فزوّجه ابنته وساق عنه «٣» .
قال رجل للحسن: إن لي بنيّة وإنها تخطب، فممّن أزوّجها؟ فقال:
زوّجها ممن يتقي الله، فإن أحبّها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها.
قال أبو اليقظان: خطب عمر بن الخطّاب أمّ أبان بنت عتبة بن ربيعة بعد أن مات عنها يزيد بن أبي سفيان، فقالت: لا يدخل إلا عابسا ولا يخرج إلّا عابسا، يغلق أبوابه ويقلّ خيره. ثم خطبها الزّبير، فقالت: يد له على قرونى «٤» ويد له في السّوط. وخطبها عليّ، فقالت: ليس للنساء منه حظّ إلا