للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمّتاه، أخشى من الشيخ أن يدنّس ثيابي، ويبلي شبابي، ويشمت بي أترابي؛ فلم تزل بها حتى غلبتها على رأيها؛ فتزوّج بها الحارث ثم رحل بها إلى قومه؛ فإنه لجالس ذات يوم بفناء مظلّته وهي إلى جانبه، إذ أقبل شباب من بني أسد يعتلجون «١» ، فتنفّست ثم بكت؛ فقال لها: ما يبكيك؟ قالت: مالي وللشيوخ الناهضين كالفروخ!؛ فقال: ثكلتك أمّك «تجوع الحرّة ولا تأكل بثدييها» «٢» - فذهبت مثلا-. أما وأبيك لربّ غارة شهدتها، وسبيّة أردفتها، وخمرة شربتها؛ فالحقي بأهلك، لا حاجة لي فيك.

الرّياشيّ قال: خرج رجل إلى الغزو فأصاب جارية وضيئة، وكان يغزو على فرسه ويرجع إليها، فوجد يوما فضلا من القول فقال: [طويل]

ألا لا أبالي اليوم ما فعلت هند ... إذا بقيت عندي الحمامة والورد «٣»

شديد مناط المنكبين إذا جرى ... وبيضاء صنهاجيّة زانها العقد «٤»

فهذا لأيّام الحروب وهذه ... لحاجة نفسي حين ينصرف الجند

فنمي الشعر اليها فقالت: [طويل]

ألا أقره منّي السلام وقلّ له ... غنينا وأغنتنا غطارفة المرد «٥»

بحمد أمير المؤمنين أقرّهم ... شبابا وأغزاكم حواقلة الجند «٦»

إذا شئت غنّاني رفلّ مرجّل ... ونازعني في ماء معتصر ورد «٧»

<<  <  ج: ص:  >  >>