ذكرتم أمرا حسنا جميلا، وعد الله فيه الغنى والسّعة، فلا خلف لموعود الله ولا رادّ لقضاء الله؛ اذا أراد جماع أمر فلا فرقة له؛ واذا أراد فرقة أمر فلا جماع له. عرضت كذا، فإذا قال: نعم، قال: قد نكحت.
وخطب محمد بن الوليد بن عتبة الى عمر بن عبد العزيز أخته؛ فقال:
الحمد لله ذي العزّة والكبرياء، وصلّى الله على محمد خاتم الأنبياء. أما بعد، فقد حسن ظنّ من أودعك حرمته واختارك ولم يختره عليك؛ وقد زوّجناك على ما في كتاب الله: إمساك بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ
«١» .
خطب بلال على أخيه امرأة من بني حسل من قريش؛ فقال: نحن من قد عرفتم، كنا عبدين فأعتقنا الله، وأنا أخطب على أخي خالد فلانة، فإن تنكحوه فالحمد لله، وإن تردّوه فالله أكبر، فأقبل بعضهم على بعض فقالوا:
هو بلال؛ وليس مثله يدفع، فزوّجوا أخاه. فلما آنصرفا قال خالد لبلال: يغفر الله لك! ألا ذكرت سوابقنا ومشاهدنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم! قال بلال: مه «٢» ! صدقت فأنكحك الصّدق.
كان الحسن البصريّ يقول في خطبة النّكاح بعد حمد الله والثناء عليه:
أما بعد، فإن الله جمع بهذا النّكاح الأرحام المنقطعة، والأسباب المتفرّقة، وجعل ذلك في سنّة من دينه، ومنهاج واضح من أمره؛ وقد خطب إليكم فلان وعليه من الله نعمة، وهو يبذل من الصّداق كذا، فاستخيروا الله وردّوا خيرا يرحمكم الله.
قال الأصمعيّ: كان رجالات قريش من العرب تستحب من الخاطب