فظنّت المرأة أنّ النّداء من السماء، فقالت لزوجها: هذا مقام العائذ، كان من أخيك ومنّي كيت وكيت؛ فقال: والله لو حلّ قتلك لوجدتني سريعا، ففارقها وضرب خيمة على قبر أخيه، وقال:[طويل]
هجرتك في طول الحياة وأبتغي ... كلامك لما صرت رمسا وأعظما «١»
ذكرت ذنوبا فيك كنت اجترمتها ... أنا منك فيها كنت أسوا وأظلما «٢»
ولم يزل مقيما حتى مات ودفن بجنب أخيه، فالقبران معروفان.
وقال الأخطل:[كامل]
المهديات لمن هوين مسبّة ... والمحسنات لمن قلين مقالا «٣»
يرعين عهدك ما رأينك شاهدا ... وإذا مذلت يكنّ عنك مذالا «٤»
وإذا وعدنك نائلا أخلفنه ... ووجدت دون عداتهنّ مطالا «٥»
وإذا دعونك عمّهنّ فإنّه ... نسب يزيدك عندهن خبالا «٦»
عن يحيى بن طفيل الجشميّ قال: كان عند رجل من قريش امرأة يحبّها، فسافر عنها، فقالت له: أشيّعك، فشيّعته ثلاث مراحل؛ فلما مضى قالت لخادمها: ناولني بعرة وروثة وحصاة، فناولها. فألقت الرّوثة وقالت: