على باب معاوية فقال: من يستأذن لي اليوم فأدخله غدا؟ وهو في شملتين، فلما دخل على معاوية قال: هززت ذوائب الرحال إليك إذ لم أجد معوّلا إلا عليك. أمتطي الليل بعد النهار وأسم المجاهل بالآثار. يقودني نحوك رجاء وتسوقني إليك بلوى، والنفس مستطئة والاجتهاد عاذر. فأكرمه وقرّبه. فقال في ذلك. [وافر]
دخلت على معاوية بن حرب ... وذلك إذ يئست من الدخول
وما نلت الدخول عليه حتّى ... حللت محلّة الرّجل الذليل
وأغضيت الجفون على قذاها ... ولم أسمع إلى قال وقيل
فأدركت الذي أمّلت فيه ... بمكث والخطا زاد العجول
وقال غير العتبي: لما دخل عبد العزيز بن زرارة على معاوية قال له:
«إني رحلت إليك بالأمل واحتملت جفوتك بالصبر، ورأيت ببابك أقواما قدّمهم الحظّ، وآخرين باعدهم الحرمان. وليس ينبغي للمتقدم أن يأمن ولا للمتأخر أن ييأس. وأول المعرفة الاختبار فابل واختبر» وفي حجّاب معاوية إياه يقول شاعر مضر «١» : [سريع]
من يأذن اليوم لعبد العزيز ... يأذن له عبد عزيز غدا
قال أبو اليقظان: كان عبد العزيز بن زرارة فتى العرب.
استأذن أبو سفيان على عثمان فحجبه. فقيل له: حجبك أمير المؤمنين؟
فقال لا عدمت من قومي من إذا شاء حجبني. وحجب معاوية أبا الدرداء فقال