للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال عبد الله «١» بن سعيد في حاجب الحجّاج «٢» وكان يحجبه دائما:

[طويل]

ألا ربّ نصح يغلق الباب دونه ... وغشّ إلى جنب السرير يقرّب

وقال آخر: [سريع]

ما ضاقت الأرض على راغب ... يطّلب الرزق ولا هارب

بل ضاقت الأرض على طالب ... أصبح يشكو جفوة الحاجب

وحجب رجل عن باب سلطان فكتب إليه: «نحن نعوذ بالله من المطامع الدنيّة والهمم القصيرة وابتذال الحرّية، فإن نفسي، والحمد لله، أبيّة ما سقطت وراء همّة ولا خذلها صبر عند نازلة ولا استرقّها طمع ولا طبعت على طبع وقد رأيتك ولّيت عرضك من لا يصونه ووصلت ببابك من يشينه وجعلت ترجمان عقلك من يكثر من أعدائك وينقص من أوليائك ويسيء العبارة عنك ويوجه وفد الذم إليك ويضغن قلوب إخوانك عليك إذ كان لا يعرف لشريف قدرا ولا لصديق منزلة، ويزيل المراتب عن جهل بها وبدرجاتها فيحطّ العليّ إلى مرتبة الوضيع ويرفع الدنيّ إلى مرتبة الرفيع ويحتقر الضعيف لضعفه وتنبو عينه عن ذي البذاذة «٣» ويميل إلى ذي اللباس والزينة ويقدّم على الهوى ويقبل الرّشا» .

<<  <  ج: ص:  >  >>