كصخرة «١» إذ تسائل في مراح ... وفي جرم، وعلمهما ظنون
تسائل عن حصين كلّ ركب ... وعند جهينة «٢» الخبر اليقين
فذهبت مثلا.
خرج المهدّي وعليّ بن سليمان إلى الصيد ومعهما أبو دلامة «٣» الشاعر، فسنحت لهم ظباء فرمى المهديّ ظبيا فأصابه، ورمى عليّ بن سليمان كلبا فعقره، فضحك المهدي وقال لأبي دلامة: قال في هذا، فقال:
[مجزوء الرمل]
ورمى المهديّ ظبيا ... شكّ بالسهم فؤاده
وعليّ بن سليما ... ن رمى كلبا فصاده
فهنيئا لهما ك ... ل امرىء يأكل زاده «٤»
قال أبو دلامة: كنت في عسكر مروان أيام زحف إلي شبيب الخارجيّ، فلما التقى الزّحفان خرج منهم فارس ينادي: من يبارز؟ فجعل لا يخرج إليه إنسان إلا أعجله ولم ينهنهه، فغاظ ذلك مروان، فجعل يندب الناس على خمسمائة، فقتل أصحاب الخمسمائة، وزاد مروان على ندبته فبلغ بها ألفا، فما زال ذلك فعله حتى بلغ بالندبة خمسة آلاف درهم، وتحتي فرس لا أخاف خونه، فلما سمعت بالخمسة آلاف نزّقته «٥» واقتحمت الصفّ. فلما نظر إليّ