للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقتله. فقال عمر: ما فعلت المرأة؟ قال: هذا حديث الرجل. فكرر عليه مرارا لا يزيده على هذا، فظنّ أنه قد قتلها.

حدّثني يزيد بن عمرو قال: حدّثنا أشهل بن حاتم قال: حدّثنا ابن عون عن عمير بن إسحاق قال: كان سعد على ظهر بيت وهو شاك والمشركون يفعلون بالمؤمنين ويفعلون. وأبو محجن في الوثاق عند أم ولد لسعد فأنشأ يقول: [طويل]

كفى حزنا أن تلتقي الخيل بالقنا ... وأترك مشدودا عليّ وثاقيا

إذا شئت غنّاني الحديد وغلّقت ... مغاليق من دوني تصمّ المناديا

فقالت له أم ولد سعد: أتجعل لي إن أنا أطلقتك أن ترجع إليّ حتى أعيدك في الوثائق؟ قال نعم، فأطلقته فركب فرسا بلقاء «١» لسعد وحمل على المشركين فجعل سعد يقول: لولا أن أبا محجن في الوثاق لظننت أنه أبو محجن وأنها فرسي. فانكشف المشركون وجاء أبو محجن فأعادته في الوثاق وأتت سعدا فأخبرته، فأرسل إلى أبي محجن فأطلقه وقال: والله لاحبستك فيها أبدا. يعني الخمر، فقال أبو محجن: وأنا الله لا أشربها بعد اليوم أبدا.

وقال الشاعر «٢» : [طويل]

سأغسل عني العار بالسيف جالبا ... عليّ قضاء الله ما كان جالبا

وأذهل عن داري وأجعل هدمها ... لعرضي من باقي المذمّة حاجبا

ويصغر في عيني تلادي إذا انثنت ... يميني بإدراك الذي كنت طالبا

فيا لرزام رشّحوا بي مقدّما ... إلى الموت خواضا إليه الكرائبا

<<  <  ج: ص:  >  >>