ومن جعل الظلام له قعودا ... أصاب به الدجى خيرا وشرّا
وكان يقال: من سرّه أن يعيش مسرورا فليقنع، ومن أراد الذكر فليجهد.
قيل للعتّابيّ: فلان بعيد الهمة، قال: إذن لا يكون له غاية دون الجنة. وقيل لبعض الحكماء: من أسوأ الناس حالا؟ قال: من اتّسعت معرفته وضاقت مقدرته وبعدت همّته.
وقال عديّ «١» بن الرّقاع: [كامل]
والمرء يورث جوده أبناءه ... ويموت آخر وهو في الأحياء
أبو اليقظان قال: كان أوّل عمل وليه الحجّاج تبالة، فسار إليها فلما قرب منها قال للدليل: أين هي وعلى أيّ سمت هي؟ قال: تسترها عنك هذه الأكمة. قال لا أراني أميرا إلّا على موضع تستر منه أكمة! أهون بها ولاية! وكرّ راجعا. فقيل في المثل:«أهون من تبالة على الحجّاج» . وقال الطائيّ:[طويل]
وطول مقام المرء في الحيّ مخلق ... لديباجتيه فاغترب تتجدّد
فإني رأيت الشمس زيدت محبّة ... إلى الناس أن ليست عليهم بسرمد
وقال رجل لآخر: أبوك الذي جهل قدره وتعدّى طوره فشقّ العصا وفرّق الجماعة، لا جرم لقد هزم ثم أسر ثم قتل ثم صلب. قال الآخر: دعني من ذكر هزيمة أبي ومن صلبه، أبوك ما حدّث نفسه بشيء من هذا قطّ. قال حاتم طيء:[طويل]
لحى الله صعلوكا مناه وهمّه ... من العيش أن يلقى لبوسا ومطعما
يرى الخمص «٢» تعذيبا وإن يلق شعبة ... يبت قلبه من قلّة الهمّ مبهما