للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان رجل من بني الدّيل عسر القضاء فإذا تعلّق به غرماؤه فرّ منهم وقال: [وافر]

فلو كنت الحديد لكسّروني ... ولكني أشدّ من الحديد

فعيّنه الفضل فلما كان قبل المحلّ جاء فبنى معلفا على باب داره، وكان يقال للرجل عقرب فلقي كل واحد من صاحبه شدّة، فهجاه الفضل فقال.

[سريع]

قد تجرت في دارنا عقرب ... لا مرحبا بالعقرب التاجره

إن عادت العقرب عدنا لها ... وكانت النّعل لها حاضره

كلّ عدوّ يتّقى مقبلا ... وعقرب تخشى من الدّابره

إنّ عدوّا كيده في استه ... لغير ذي كيد ولا نائره

قال بعضهم: ثلاثة من عازّهم عادت عزّته ذلّة: السلطان. والوالد، والغريم. وفي الحديث المرفوع: «لصاحب الحقّ اليد واللسان» . المدائني قال: ساير بعض خلفاء بني أمية رجلا وهو يحادثه ثم قطع حديثه واصفرّ لونه، فقال له الرجل: ما هذا الذي رأيت منك؟ قال: رأيت غريما لي، قال الشاعر:

[طويل]

إذا ما أخذت الدّين بالدّين لم يكن ... قضاء ولكن كان غرما على غرم

وقال آخر: [وافر]

أخذت الدّين أدفع عن تلادي ... وأخذ الدّين أهلك للتّلاد

كان لرجل من يحصب على رجل من باهلة دين، فلما حل دينه هرب الباهليّ وأنشأ يقول: [طويل]

إذا حلّ دين اليحصبيّ فقل له: ... تزوّد بزاد واستعن بدليل

<<  <  ج: ص:  >  >>