للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عددك، لا يبعد الله غيرك. وفي قيس بن عاصم يقول عبدة بن الطّبيب «١» ، إسلاميّ: [طويل]

عليك سلام الله قيس بن عاصم ... ورحمته ما شاء أن يترحّما

تحيّة من ألبسته منك نعمة ... إذا زار عن شحط بلادك سلّما

وما كان قيس هلكه هلك واحد ... ولكنّه بنيان قوم تهدّما

وقال الأحنف: لقد اختلفنا إلى قيس بن عاصم في الحلم كما نختلف إلى الفقهاء في الفقه. شتم رجل الأحنف وجعل يتبعه حتى بلغ حيّه، فقال الأحنف: يا هذا، إن كان بقي في نفسك شيء فهاته وانصرف لا يسمعك بعض سفهائنا فتلقى ما تكره. شتم رجل الحسن وأربى عليه، فقال له: أمّا أنت فما أبقيت شيئا، وما يعلم الله أكثر. قال بعض الشعراء: [بسيط]

لن يدرك المجد أقوام وإن كرموا ... حتّى يذلّوا- وإن عزّوا- لأقوام

ويشتموا فترى الألوان مشرقة ... لا صفح ذلّ ولكن صفح أحلام

قال: حدّثني أبو حاتم عن الأصمعي قال: لا يكاد يجتمع عشرة إلا وفيهم مقاتل وأكثر، ويجتمع ألف ليس فيهم حليم. ابن عيينة قال: كان عروة ابن الزّبير إذا أسرع إليه رجل بشتم أو قول سيّء لم يجبه وقال: إنّي أتركك رفعا لنفسي عنك، فجرى بينه وبين عليّ بن عبد الله كلام، فأسرع إليه، فقال له عليّ: خفّض عليك أيها الرجل فإنّي أتركك اليوم لما كنت تترك له الناس.

قال: حدثني أبو حاتم عن الأصمعي قال: قال رجل: لمثل هذا اليوم كنت أدع الفحش على الرجال، فقال له خصمه: فإنّي أدع الفحش عليك

<<  <  ج: ص:  >  >>