للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمّا المزاحة والمراء فدعهما ... خلقان لا أرضاهما لصديق

ولقد بلوتهما فلم أحمدهما ... لمحاور جار ولا لرفيق

وقال الكميت «١» : [طويل]

وفي الناس أقذاع ملاهيج بالخنا ... متى يبلغ الجدّ الحفيظة يلعبوا

ومما يقارب هذا قول بعض المحدثين: [طويل]

أراني سأبدي عند أوّل سكرة ... هواي لفضل في خفاء وفي ستر

فإن رضيت كان الرضا سبب الهوى ... وإن غضبت حمّلت ذنبي على السّكر

وقال الراعي «٢» - في نحو هذا يصف نساء-: [طويل]

يناجيننا بالطّرف دون حديثنا ... ويقضين حاجات وهنّ موازح

عرض بعض الأمراء على رجل عملين ليختار أحدهما فيوليه، فقال:

«كلاهما وتمرا» ، فقال: أعندي تمزح! لا وليت لي عملا.

وقال عمر بن الخطاب: من كثر ضحكه قلّت هيبته. وقال عليّ: إذا ضحك العالم ضحكة مجّ من العلم مجّة. وقال أكثم: «المزاحة تذهب المهابة» .

الهيثم عن عوانة الكلبيّ قال: دخل الأخطل على عبد الملك بن مروان وهو مغموم وعنده رجل كان يحسده الأخطل ويقارضه، فقال الأخطل: يا أمير المؤمنين، عهدي بأبي هذا الفتى وهو سيدنا معشر بني جشم، وشيخنا الذي نصدر عن رأيه، فاهتزّ لها الفتى وقال: يا أمير المؤمنين، هو أعلم بنا قديما

<<  <  ج: ص:  >  >>