للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفضل: ويلك بأيّ وجه تلقاني! قال: بالوجه الذي ألقى به ربّي وذنوبي إليه أكثر؛ فضحك ووصله.

ومن أمثال العرب في الوقاح «رمتني بدائها وانسلّت» . وقال الشاعر:

[طويل]

أكول لأرزاق العباد إذا شتا ... صبور على سوء الثّناء «١» وقاح

قال رجل لقوم يغتابون ويكذبون: توضّأوا فإنّ ما تقولون شرّ من الحدث. وبلغني عن حمّاد بن زيد عن هشام عن محمد قال: قلت لعبيدة: ما يوجب الوضوء؟ قال: الحدث وأذى المسلم. روى الصّلت بن دينار عن عقبة عن أنس بن مالك قال: بعثني أبو موسى الأشعريّ من البصرة إلى عمر؛ فسألني عن أحوال الناس ثم قال: كيف يصلح أهل بلد جلّ أهله هذان الحيّان: بكر بن وائل وبنو تميم، كذب بكر وبخل تميم. ذكر بعض الحكماء أعاجيب البحر وتزيّد البحريّين فقال: البحر كثير العجائب، وأهله أصحاب تزيّد، فأفسدوا بقليل الكذب كثير الصّدق، وأدخلوا ما يكون فيما يكاد لا يكون، وجعلوا تصديق الناس لهم في غريب الأحاديث سلّما إلى ادّعاء المحال.

حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ قال: كان يقال: الصّدق أحيانا محرّم.

حدّثني شيخ لنا عن أبي معاوية قال: حدثنا أبو حنيفة عن معن بن عبد الرحمن عن أبيه قال: قال عبد الله بن مسعود: ما كذبت على عهد النبيّ صلى الله عليه وسلم إلا كذبة واحدة، كنت أرحّل لرسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل من الطائف فقلت:

هذا يغلبني على الرّحال؛ أيّ الرّحال أحبّ إلى رسول الله؟ فقلت: الطائفيّة

<<  <  ج: ص:  >  >>