للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المدائني: كتب قتيبة بن مسلم إلى الحجّاج يشكو قلّة مرزئته «١» من الطعام وقلّة غشيانه النساء وحصره على المنبر؛ فكتب إليه: استكثر من الألوان لتصيب من كلّ صحفة «٢» شيئا، واستكثر من الطّروقة «٣» تجد بذلك قوّة على ما تريد، وأنزل الناس بمنزلة رجل واحد من أهل بيتك وخاصّتك، وارم ببصرك أمامك تبلغ حاجتك.

قال بعض الشعراء: [بسيط]

إن كان في العيّ آفات مقدّرة ... ففي البلاغة آفات تساويها

تكلّم رجل عند معاوية فهذر «٤» ، فلمّا أطال قال: أأسكت يا أمير المؤمنين؟ قال: وهل تكلّمت!.

ويقال: أعيا العيّ بلاغة بعيّ، وأقبح اللّحن لحن بإعراب.

وقال أعرابيّ: الحظّ للمرء في أذنه، والحظّ لغيره في لسانه «٥» .

ويقال: ربّ كلمة تقول: دعني.

ويقال: الصّمت أبلغ من عيّ ببلاغة. ونحوه قول الشاعر: [متقارب]

أرى الصّمت أدنى لبعض الصّواب ... وبعض التّكلّم أدنى لعيّ

وقال جعفر البرمكيّ: إذا كان الإكثار أبلغ كان الإيجاز تقصيرا، وإذا كان الايجاز كافيا كان الإكثار عيّا.

قال ابن السماك: العرب تقول: العيّ الناطق أعيا من العيّ الصامت.

<<  <  ج: ص:  >  >>