ما أستعظم أن تسبق إلى حسن بل أستعظم أن تسبق إليه وتغلب عليه.
لئن كنت جاوزت بي قدري عندك لما بلغت بك أملي فيك.
لا يقبضك عن الأنس بي تقصيرك في البرّ.
بلغتني علّتك فنالني من ألمها، وغالني مما مسّك فيها حسب حقّك وما يخصّني من كل حال تصرّفت بك.
أعتذر إليك من تأخر كتبي عنك بترامي النّقلة وتقاذف الغربة وعدم الطمأنينة، فإني منذ فارقتك كما قال القائل:[طويل]
وكنت قذاة الأرض والأرض عينها ... تلجلج شخصي جانبا بعد جانب «١»
إني- أعزّك الله- على تشوّقك متزيد، فما أحاشي بك أحدا، ولا أقف لك على حسنة يوما إلا أنستنيها لك فضلة غده.
الحمد لله الذي جعل الأمير معقود النيّة بطاعته، مطويّ القلب على مناصحته، مشحوذ السيف على عدوّه؛ ثم وهب له الظفر، ودوّخ له البلاد، وشرّد به العدوّ، وخصّه بشرف الفتوح العظام شرقا وغربا، وبرّا وبحرا.
إلى الله أشكو شدّة الوحشة لغيبتك، وفرط الجزع من فراقك، وظلمة الأيام بعدك؛ وأقول كما قال حبيب بن أوس «٢» : [خفيف]