العقبان، يعيدون العمران خرابا، ويتركون القرى وحشة. فياويل إيلياء «١» وسكانها! كيف أذلّلهم للقتل، وأسلّط عليهم السّباء، وأعيد بعد لجب الأعراس صراخ الهام، وبعد صهيل الخيل عواء الذئاب، وبعد شرفات القصور مساكن السباع، وبعد ضوء الشّرج رهج العجاج. ولأبدلنّ رجالهم بتلاوة الكتاب انتهار الأرباب، وبالعزّ الذلّ، وبالنعمة العبوديّة. ولأبدلنّ نساءهم بالطّيب التراب، وبالمشي على الزّرابيّ الخبب «٢» ؛ ولأجعلنّ أجسادهم زبلا للأرض، وعظامهم ضاحية للشمس. وفي رواية أخرى: ولأدوسنّهم بألوان العذاب، حتى لو كان الكائن خاتما في يميني لوصلت الحرب إليه؛ ثم لآمرنّ السماء فلتكوننّ طبقا من حديد، والأرض فلتكوننّ سبيكة من نحاس، فإن أمطرت السماء وأنبتت الأرض شيئا في خلال ذلك فبرحمتي للبهائم، ثم أحبسه في زمن الزرع وأرسله في زمن الحصاد، فإن زرعوا خلال ذلك شيئا سلّطت عليه الآفة، فإن خلص منه شيء نزعت منه البركة، فإن دعوني لم أجبهم، وإن سألوا لم أعطهم، وإن بكوا لم أرحمهم، وإن تضرّعوا صرفت وجهي عنهم.
حدّثني عبد الرحمن عن عبد المنعم عن أبيه عن وهب: أنّ الله، عزّ وجلّ، أوحى إلى موسى بن منسى بن يوسف أن قل لقومك: إني بريء ممن سحر أو سحر له، أو تكهّن أو تكهّن له، أو تطيّر أو تطيّر له؛ من آمن بي صادقا فليتوكّل عليّ صادقا، فكفى بي مثيبا؛ ومن عدل عنيّ ووثق بغيري فإني