تكيلون يكال لكم. وكيف تبصر القذاة في عين أخيك ولا تبصر السارية في عينك؟ لا تعطوا الكلاب القدس، ولا تلقوا لؤلؤكم للخنازير. سلوا تعطوا، وابتغوا تجدوا، واستفتحوا يفتح لكم، وانظروا الذي تحبّون أن يأتي الناس إليكم فاتوا إليهم مثله. أدخلوا الباب الضيّق، فإنّ الباب والطريق إلى الهلكة عريضان، والذين يسلكونهما كثير. وما أضيق الباب والطريق اللذين يبلّغان إلى الحياة! والذين يسلكونهما قليل» .
وقال له رجل: أتبعك حيث ذهبت؛ فقال له عيسى: للثعالب جحرة، ولطير السماء كنان، وليس لابن الإنسان مكان يسند فيه رأسه.
وقال له رجل من الحواريّين: أتأذن لي أن أدفن أبي؟ فقال له: دع الموتى يدفنون موتاهم واتبعني. وقال للحواريّين: لا تتزوّدوا شيئا، فإنّ العائل محقوق أن يطعم قوته، وإني أرسلكم كالخرفان بين الذئاب، فكونوا حلماء كالحيّات وبلها كالحمام. وإذا دخلتم البيت فسلّموا على البيت، فإن كان ذلك البيت أهلا لسلامكم فليصبهم، وإن لم يكن أهلا لسلامكم فإنه يرجع إليكم.
ومن لم يؤوكم ويسمع لقولكم، فإذا خرجتم من قريته فانفضوا الغبار عن أرجلكم.
حدّثني عبد الرحمن عن عبد المنعم عن أبيه عن وهب قال: كان فيما ناجى به عزير «١» ربّه: اللهمّ فإنّ لك من كلّ خلق خلقته خيرة اخترتها، وإنك اخترت من النبات الحبلة «٢» ، ومن المواشي الضائنة، ومن الطير الحمامة، ومن