وجوههم النور، فقال: يا أبناء الآخرة، ما تنعّم المتنعّمون إلا بفضل نعيمكم.
وقيل للحسن: ما بال المتهجّدين من أحسن الناس وجوها؟ فقال: إنهم خلوا بالرحمن فألبسهم نورا من نوره.
حصين بن عبد الرحمن عن إبراهيم قال: كان رجل يقال له همام يقول: اللهمّ اشفني من النوم باليسير، وارزقني سهرا في طاعتك. وكان يصبح وجمّته «١» مرجّلة؛ فيقول بعضهم لبعض: إن جمّة همام تخبركم أنه لم يتوسّدها الليلة.
قال عبد الله بن داود: كان أحدهم إذا بلغ أربعين سنة طوى فراشه.
وكان بعضهم يحيي الليل، فإذا نظر إلى الفجر قال:«عند الصباح يحمد القوم السّرى»«٢» .
حدّثنا حسين بن حسن قال: أخذ الفضيل بن عياض بيدي ثم قال: يا حسين، يقول الله: كذب من ادّعى محبتي وإذا أجنّه الليل نام عني، أليس كلّ حبيب يحبّ خلوة حبيبه؟ هأنذا مطّلع على أحبّائي، إذا أجنّهم الليل جعلت أبصارهم في قلوبهم، ومثّلت نفسي بين أعينهم، فخاطبوني على المشاهدة وكلّموني على الحضور.
الوليد بن مسلم قال: حدّثني عبد الرحمن بن يزيد قال: كنّا نقاريء «٣» عطاء الخراسانيّ فكان يحيى الليل صلاة، فإذا مضى من الليل ثلثه أو أكثر نادانا ونحن في فسطاطنا: يا عبد الرحمن بن يزيد، ويا يزيد بن يزيد، ويا