لا تشاور صاحب حاجة يريد قضاءها ولا جائعا ولا حاقن بول وقالوا «لا رأي لحاقن ولا لحازق»«١» وهو الذي ضغطه الخفّ «ولا لحاقب» وهو الذي يجد رزّا في بطنه. وقالوا أيضا: لا تشاور من لا دقيق عنده.
وكان بعض ملوك العجم إذا شاور مرازبته «٢» فقصّروا في الرأي دعا الموكّلين بأرزاقهم فعاقبهم، فيقولون: تخطىء مرازبتك وتعاقبنا! فيقول نعم، إنهم لم يخطئوا إلا لتعلّق قلوبهم بأرزاقهم وإذا اهتموا أخطأوا. وكان يقال:
إنّ النفس إذا أحرزت قوتها ورزقها اطمأنّت.
وقال كعب: لا تستشيروا الحاكة فإن الله سلبهم عقولهم ونزع البركة من كسبهم. قال الشاعر:[طويل]
وأنفع من شاورت من كان ناصحا ... شفيقا فأبصر بعدها من تشاور
وليس بشافيك الشفيق ورأيه ... عزيب «٣» ولا ذوا الرأي والصّدر واغر
ويقال: علامة الرشد أن تكون النفس مشتاقة. وقال آخر [طويل]
إذا بلغ الرأي النصيحة فاستعن ... برأي نصيح أو نصيحة حازم