فنادوه فأشرف عليهم، فقالوا: إنا قد ضللنا فكيف الطريق؟ قال لهم: ها هنا، وأومأ إلى السماء، فعلموا الذي أراد، فقالوا: إنا سائلوك، أفتجيبنا أنت؟ قال:
سلوا ولا تكثروا، فإنّ النهار لن يرجع والعمر لن يعود والطالب حثيث في طلبه ذو اجتهاد؛ قالوا: ما الخلق عليه غدا عند مليكهم؟ فقال: على نيّاتهم؛ فقالوا: فإلام الموئل؟ قال: إلى المقدّم؛ قالوا: أوصنا؛ قال: تزوّدوا على قدر سفركم، فإنّ خير الزاد ما بلّغ المحلّ؛ ثم أرشدهم إلى المحجّة وانقمع «١» .
وقال آخر: قلت لراهب: عظني عظة نافعة؛ فقال: جميع المواعظ منتظمة في حرف واحد؛ قلت: ما هو؟ قال: تجمع على طاعته، فإذا أنت قد حويت المواعظ والأذكار.
الأصمعيّ: قيل لأعرابيّ معه ماشية: لمن هذه الماشية؟ قال: لله عندي.
كان ابن السماك يقول في كلامه: لقد أمهلكم حتى كأنه أهملكم، أما تستحيون من الله من طول ما لا تستحيون؟.
قال بكر بن عبد الله: اجتهدوا في العمل، فإن قصّر بكم ضعف فكفّوا عن المعاصي.
كان مالك بن دينار يقول في قصصه: ما أشدّ فطام الكبير «٢» ! وينشد: [كامل]
وتروض عرسك بعد ما هرمت ... ومن العناء رياضة الهرم «٣»