قال: وفي المجلس جار ليحيى بن نوفل يعرف منزله، فلما خرج تبعه وقال: يا أبا معمر، من غزوان وأم الوليد؟ فضحك وقال: أو ما تعرفهما؟ هما سنّوران في البيت.
قال حدّثنا الرّياشيّ عن أبي زيد قال دخلنا على أبي الدّقيش وهو شاك «١» ، فقلنا له: كيف تجدك؟ قال: أجدني أجد ما لا أشتهي وأشتهي ما لا أجد، ولقد أصبحت في شرّ زمان وشرّ أناس: من جاد لم يجد ومن وجد لم يجد.
قيل: لعمرو بن العاص وقد مرض مرة: كيف تجدك؟ قال أجدني أذوب ولا أثوب، وأجد نجوي «٢» أكثر من رزئي «٣» ، فما بقاء الشيخ على هذا!.
سئل عليل عن حاله فقال: أنا مبلّ «٤» غير مستقلّ، ومتماثل غير متحامل.
وقيل لآخر: كيف تجدك؟ قال أجدني لم أرض حياتي لموتي.
وقيل لرجل من العجم: ما حالكم؟ قال: ما حال من يريد سفرا طويلا بلا زاد! وينزل منزلا موحشا بلا أنيس! ويقدم على جبّار قد قدّم العذر بلا حجّة!.
قيل لعكرمة: كيف حالك؟ قال: بشرّ، أصبحت أجرب مبسورا «٥» .
حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ قال: قيل لشيخ من العبّاد: كيف أنت، وكيف أحوالك؟ فقال: ما كلّها كما أشتهي.