وكما تبلى وجوه في الثّرى ... فكذا يبلى عليهنّ الحزن
وفي الحديث:«من يرد الله به خيرا «١» يصب منه» .
ويقال: المصيبة الموجعة تدرّ «٢» ذكر الله في قلب المؤمن.
قال الأصمعيّ: مررت بأعرابيّة وبين يديها فتى في السّياق «٣» ، ثم رجعت ورأيت في يدها قدح سويق «٤» تشربه، فقلت لها: ما فعل الشابّ؟ فقالت:
واريناه؛ فقلت: فما هذا السّويق؟ فقالت:[طويل]
على كلّ حال يأكل القوم زادهم ... على البؤس والبلوى وفي الحدثان
قيل لأعرابيّ: كيف حزنك اليوم على ولدك؟ فقال: ما ترك حبّ الغداء والعشاء لي حزنا.
وقال عمر بن عبد العزيز: إنما الجزع قبل المصيبة، فإذا وقعت فاله عمّا أصابك.
اشتكى بعض أهل محمد بن عليّ بن الحسين فجزع عليه، ثم أخبر بموته فسرّي «٥» عنه؛ فقيل له في ذلك، فقال: ندعو الله فيما نحبّ، فإذا وقع ما نكره لم نخالف الله فيما أحبّ.
لما مات عتبة بن مسعود قال عبد الله: إذا ما قضى الله فيه ما قضى فما أحبّ أني دعوته فأجابني.