عزّى رجل الرشيد فقال: يا أمير المؤمنين، كان لك الأجر لا بك، وكان العزاء منك لا عنك.
يعزّى أهل نجران بعضهم بعضا بهذا الكلام: لا يحزنكم الله ولا يفتنكم، أثابكم الله ثواب المتّقين وأوجب لكم الصلاة والرحمة.
عزّى بعض الزّبيريّين رجلا فقال: لا يصفر ربعك «١» ، ولا يوحش بيتك، ولا يضع أجرك، رحم الله متوفّاك، وأحسن الخلافة عليك.
قال بعض الشعراء: [طويل]
أسكّان بطن الأرض لو يقبل الفدى ... فدينا وأعطينا بكم ساكن الظهر «٢»
فيا ليت من فيها عليها وليت من ... عليها ثوى فيها مقيما إلى الحشر
وقاسمني دهري بنيّ بشطره ... فلما توفّى شطره مال في شطري «٣»
فصاروا ديونا للمنايا ومن يكن ... عليه لها دين قضاه على عسر
كأنّهم لم يعرف الموت غيرهم ... فثكل على ثكل وقبر على قبر
وقد كنت حيّ الخوف قبل وفاتهم ... فلما توفّوا مات خوفي من الدهر «٤»
فلله ما أعطى ولله ما جزى ... وليس لأيام الرّزيّة كالصبر
فحسبك منهم موحشا فقد برّهم ... وحسبك منهم مسليا طلب الأجر
عزّى شبيب بن شيبة «٥» رجلا من اليهود فقال: أعطاك الله على مصيبتك أفضل ما أعطى أحدا من أهل ملّتك.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute