وما طالب الحاجات ممّن يرومها ... من الناس إلا المصبحون على رجل
تأنّ مواعيد الكرام فربّما ... أصبت من الإلحاح سمحا على بخل
والبيت المشهور في هذا:[بسيط]
إنّ الأمور إذا انسدّت مسالكها ... فالصبر يفتح منها كلّ ما ارتتجا «١»
أخلق بذي الصبر أن يحظي بحاجته ... ومدمن القرع للأبواب أن يلجا «٢»
لا تيأسنّ وإن طالت مطالبة ... إذا استعنن بصبر أن ترى فرجا
وقال آخر:[بسيط]
إنّي رأيت، وللأيّام تجربة ... للصبر عاقبة محمودة الأثر
وقلّ من جدّ في أمر يطالبه ... واستصحب الصبر إلّا فاز بالظّفر
والعرب تقول:«ربّ عجلة تهب ريثا» . يريدون أن الرجل قد يخرق ويعجل في حاجته فتتأخّر أو تبطل بذلك. وتقول:«الرّشف أنقع» . يريدون أن الشراب الذي يترشّف رويدا رويدا أقطع للعطش وإن طال على صاحبه.
وقال عامر بن خالد بن جعفر ليزيد بن الصّعق:[رجز]
إنّك إن كلّفتني ما لم أطق ... ساءك ما سرّك منّي من خلق
وكانوا يستنجحون حوائجهم بركعتين يقولون بعدهما: اللهم إنّي بك أستفتح، وبك أستنجح، وبمحمّد نبيك إليك أتوجّه، اللهم ذلّ لي صعوبته،