المقدمة الأولى ارتباط القواعد الفقهيَّة بغيرها من العلوم
إنَّ علوم الشريعة الغراء مرتبطة مع بعضها البعض؛ إذ أنها خرجت من مشكاة واحدة، ومصدرها الذي تُتلقى منه مصدر واحد، ومعينها الذي تُستقى منه معين واحد، لكن هناك ثلاثة علوم مرتبطة مع بعضها البعض ارتباطًا وثيقًا وهي (علم أصول الفقه - علم الفقه - علم القواعد الفقهيَّة)
- أصول الفقه: القواعد التي تُستخرج من الأدلة للوصول بها إلى الأحكام العملية.
- الفقه: الأحكام العملية التي يستخرجها الفقيه بالاستعانة بقواعد أصول الفقه.
- ومن ثَمَّ يُوجد أحكامٌ متشابهه في الأبواب المختلفة، فتُجمع هذه الأحكام المتشابهة في قواعد تُسمى " القواعد الفقهيَّة ".
- فالقواعد الأصوليَّة: مستخرجة من الأدلة.
- القواعد الفقهيَّة: مستخرجة من الأحكام المتشابهة.
مثال: القيام في الصلاة ركن قال تعالى ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (٢٣٨)﴾ [البقرة: ٢٣٨]، لكن من لم يستطع القيام صلى قاعدًا، وصلاته صحيحه.
وصيام رمضان فرض يجب أداؤه، لكن من لم يستطع الصيام أفطر وعليه القضاء أو الفدية قال تعالى ﴿أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ