للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[القاعدة الكبرى الثالثة اليقين لا يزول بالشك]

والمعنى: أنَّ اليقين لا يتغير إلا بيقين مثله ولا يؤثر فيه مجرد الشك.

لذا ذم الله تعالى من اتبع الظن وترك الحق المتيقن، فقال تعالى ﴿إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (٢٨)[النجم: ٢٨].

عن أبي سعيد قال: قال رسول الله " إذا شك أحدكم في صلاته، فلم يدر كم صلى ثلاثًا أم أربعًا، فليطرح الشك وليبن على ما استيقن، ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم، فإن كان صلى خمسًا شفعن له صلاته، وإن كان صلى إتمامًا لأربع كانتا ترغيمًا للشيطان» (١).

ولا يوجد مع اليقين شك، ولكنَّ المعنى استصحاب الأصل المتيقن.

وفي معنى هذه القاعدة قولهم:

_ الأصل بقاء ما كان على ما كان:

- فمن تيقن الطهارة وشك في الحدث فهو متطهر.

- من تيقن الحدث وشك في الطهارة فهو محدث.

- ومن ذلك: من أكل في آخر الليل وشك في طلوع الفجر صح صومه.

- ومنها: من أكل في آخر النهار بلا اجتهاد وشك في الغروب بطل صومه؛ لأنَّ الأصل بقاء النهار.


(١) أخرجه: مسلم (٥٧١)، أحمد (٣/ ٧٢)، أبوداود (١٠٢٦)، النسائي (١٢٣٨).

<<  <   >  >>