للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لابد من العلم أنَّ الوجودات أربعة، فالشيء قد يوجد بأكثر من صورة:

١ - الوجود الذهني أو العلمي.

٢ - الوجود الرسمي.

٣ - الوجود اللفظي.

٤ - الوجود العيني.

وأصل الوجودات الأربعة: الوجود الذهني أو العلمي.

مثال: بناء المسجد: نواه إنسان في نفسه وذهنه فهذا هو الوجود الذهني.

إذا أخبر الناس بذلك فهذا هو الوجود اللفظي.

فإذا أتى بالمتخصصين لرسم البناء فهذا هو الوجود الرسمي.

فإذا تم البناء وانتهى فهذا هو الوجود العيني.

وأصل الوجودات جميعًا هو الوجود الذهني؛ لأنَّ الوجودات لا يعتبر وجودها بغير الوجود الذهني.

ومن فروعها:

- لو أنَّ إنسانًا ترك الصلاة لنومٍ أو نسيانٍ، فتَرْكُ الصلاة قد وجد عينًا، ولكنه لم ينو أن يتركها فكأنه لم يتركها؛ لأنه لم يوجد ذهنًا فلما لم يوجد ذهنًا عفى الله عنه لذا قال "من نسي صلاة أو نام عنها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها" (١).

- ومنها: لو أنَّ إنسانًا قتل إنسانًا خطأً لا يقام عليه القصاص؛ لأنَّ الوجود العيني وجد بغير الوجود الذهني.

- قال ابن تيمية: من اشتبهت عليه القبلة، وصلى، ثم تبين له فيما بعد لا يعيد باتفاق العلماء (٢).


(١) سبق تخريجه.
(٢) فتاوى ابن تيمية (مج ٢١ ص ٢٢٤).

<<  <   >  >>