للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

﷿" (١).

عن أبي موسى الأشعري أنَّ رجلًا سأل رسول الله ، عن القتال في سبيل الله

﷿، فقال: الرجل يقاتل غضبًا، ويقاتل حمية، قال: فرفع رأسه إليه، وما رفع رأسه إليه إلا أنه كان قائمًا، فقال: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله" (٢).

وقد فرق الشرع بين القاتل عمدًا والقاتل خطأً بالنيَّة، وبين من وطئ أجنبية متعمدًا ومن وطئها يظنها زوجته بالنية.

وكان رسول الله يسأل عن العمل المخالف في ظاهره للبحث عن النية، كقوله لكعب بن مالك لما تخلف عن غزوة تبوك " ما خلفك " (٣)، وقوله لحاطب لما أرسل رسالة لأهل مكة يخبرهم بقدوم النبي لهم "يا حاطب ما هذا؟ "، قال: يا رسول الله، لا تعجل عليَّ إني كنت امرأً ملصقًا في قريش، ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات بمكة يحمون بها أهليهم وأموالهم، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم، أن أتخذ عندهم يدًا يحمون بها قرابتي، وما فعلت كفرًا ولا ارتدادًا، ولا رضا بالكفر بعد الإسلام، " (٤).

ولأهمية النية علق بها النبي العمل فقال " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ....... " (٥).


(١) أخرجه: النسائي (١٧٨٧)، ابن ماجه (١٣٤٤)، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (١١٠٥).
(٢) متفق عليه: أخرجه: البخاري (١٢٣)، مسلم (١٩٠٤).
(٣) متفق عليه: أخرجه: البخاري (٢٧٥٨)، مسلم (٢٧٦٩).
(٤) متفق عليه: أخرجه: البخاري (٣٠٠٧)، مسلم (٢٤٩٤).
(٥) سبق تخريجه.

<<  <   >  >>