للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لم تصلِّ " (١)، فلما قال "لا أحسن غيرها" عُلم أنَّ جميع صلاته كانت على هذا الحال، ومع ذلك لم يأمره النبي بقضاء ما فات لجهله.

- النسيان: وهو رافع للتكليف، وسبب للتخفيف، حتى الصلاة التي هي أعظم الفرائض إن نسيها خفف الله عنه ولم يؤاخذه بها قال تعالى ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (١٤)[طه: ١٤]، بل تخفيفًا من الله تعالى أن نقل الله الوقت للناسي، وجعل وقت العبادة هو وقت التذكر قال "من نسي صلاة، أو نام عنها، فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها" (٢).

- الخوف: وهو من أسباب التخفيف فشرع الله تعالى له صلاة تسمى صلاة الخوف بصور مختلفة ومتعددة؛ مدارها على حال الخائف، وما يحيط به من المخاوف.

- الإكراه: وهو سبب من أسباب التخفيف؛ إذ أنَّ الله تعالى ترك للعبد الاختيار في الطاعة

والمعصية ولا يؤاخذه إلا بما فعل باختياره؛ لذا قال تعالى ﴿مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (١٠٦)[النحل: ١٠٦]، وعن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه قال: أخذ المشركون عمار بن ياسر، فلم يتركوه حتى سبَّ النبي ، وذكر آلهتهم بخير، ثم تركوه، فلما أتى رسول الله قال: ما وراءك قال: شرٌّ يارسول الله ما تُركتُ حتى نلتُ منك و ذكرتُ آلهتهم بخير قال: كيف تجد قلبك؟ قال: مطمئن بالإيمان قال: إن عادوا فعد (٣).


(١) أخرجه: مسلم (٣٩٧).
(٢) أخرجه: مسلم (٦٨٤).
(٣) أخرجه: الحاكم (٣٣٦٢)، وقال صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، أبونعيم في الحلية (١/ ١٤٠)، قال الحافظ في الفتح (١٢/ ٣١٢) مرسل ورجاله ثقات، وقال الشيخ العدوي حسنه بعض العلماء بمجموع طرقه.

<<  <   >  >>