للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي موسم الحج من السنة الحادية عشرة من النبوة، عرض النبي صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل، وبينما الرسول صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه، مر بعقبة مِنَى فوجد بها ستة نفر من شباب يثرب، فعرض عليهم الإسلام، فأجابوا دعوته، ورجعوا إلى قومهم وقد حملوا معهم رسالة الإسلام حتى لم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم (١).

ثم استدار العام وأقبل الناس إلى الحج سنة ١٢ من النبوة، وكان بين حجاج يثرب اثنا عشر رجلا، فيهم خمسة من الستة الذين كانوا قد اتصلوا برسول الله صلى الله عليه وسلم في العام السابق، والتقوا حسب الموعد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عند العقبة بمنى، وأسلموا وبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة النساء (٢).

عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه- «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وحوله عصابة من أصحابه: "تعالوا بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتانٍ تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوني في معروفٍ، فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب منْ ذلك شيئًا فعوقب به في الدنيا فهو له كفارة، ومن أصاب من ذلك شيئَا فستره الله عليه فأمره إلى الله: إن شاء عاقبه، وإن شاء عفا عنه " فبايعناه على ذلك» (٣).

وبعد أن انتهت المبايعة، وانتهى الموسم بعث النبي صلى الله عليه وسلم مع هؤلاء مصعب بن عمير - رضي الله عنه- ليعلم المسلمين شرائع الإسلام، وليقوم


(١) انظر: التاريخ الإسلامي لمحمود شاكر٢/ ١٣٧، وهذا الحبيب يا محب٢/ ١٤٥، والرحيق المختوم ص ١٣٢، وزاد المعاد ٣/ ٤٥، وسيرة ابن هشام ٢/ ٣٨، والبداية والنهاية ٣/ ١٤٩.
(٢) انظر: زاد المعاد٣/ ٤٦، والرحيق المختوم ص١٣٩، والتاريخ الإسلامي٢/ ١٣٩، وهذا الحبيب ص ١٤٥، وسيرة ابن هشام ٢/ ٣٨.
(٣) البخاري مع الفتح، كتاب مناقب الأنصار، باب وفود الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم في مكة ٧/ ٢١٩، وكتاب الإيمان، باب حدثنا أبو اليمان١/ ٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>