للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - بدأ بالتغيير مع نفسه، فغير طريق حياته حتى أنكره من عرفه من قبل، فعندما رجع من قبر سليمان أُوتي بمراكب الخلافة: البراذين والخيل والبغال، فقال: ما هذا؟ فقالوا: مَراكب الخلافة. فقال: ما لي ولها، نَحُّوها عنِّي، قربوا مني بغلتي، فقُرِّبت إليه بغلته، وأمر بمراكب الخلافة أن تُباع ويجعل ثمنها في بيت مال المسلمين، وقال: تكفيني بغلتي هذه الشهباء (١).

وكان دخله قبل الخلافة أربعين ألف دينار، فترك ذلك كله إلا أربعمائة دينار في كل سنة، ونظر إلى ما في يديه من أرض أو متاع فخرج منه، حتى إنه رّد فصّ خاتم في يده إلى بيت المال، وقال: هذا مما أعطانيه الوليد بن عبد الملك من غير حقه (٢).

٢ - بعد أن بدأ بنفسه بدأ بأهله، فسأل زوجته فاطمة بنت عبد الملك عن الجوهر الذي عندها، من أين صار إليها؟ فقالت: أعطانيه أمير المؤمنين، فقال: إما أن ترديه إلى بيت المال، وإما أن تأذنيني في فراقك، فإني أكره أن أكون أنا وأنت وهو في بيت، قالت: لا، بل أختارك على أضعافه لو كان لي، فوضعته في بيت المال (٣).

٣ - بعد أن أصلح عمر نفسه وأهله، بدأ بإصلاح أوضاع بني أمية، فأخذ ما بأيديهم من المظالم وردها إلى أهلها، وإلى بيت المال إن لم يكن لها أهل، وسمى أموالهم مظالم، وأمر مناديه أن يُنادي في الناس: من كانت له


(١) انظر: مناقب عمر بن عبد العزيز، لابن الجوزي ص ٦٢، ٦٥، وسير أعلام النبلاء ٥/ ١٢٦، وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص ٢٣١.
(٢) انظر: طبقات ابن سعد ٥/ ٣٤١ - ٣٤٤، ومناقب عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص ١٣٢، والبداية والنهاية ٩/ ٢٠٨، وسير أعلام النبلاء ٥/ ١٢٨.
(٣) انظر: طبقات ابن سعد ٥/ ٣٩٣، وسيرة عمر لابن الجوزي، ص ١٢٧، وسير أعلام النبلاء، ٥/ ١٢٩، والبداية والنهاية، ٩/ ٢٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>