للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مظلمة فليرفعها، وجاء كل من كانت له مظلمة فجعل يرد المظالم مظلمة مظلمة (١) وأخذ جميع الأموال التي أخذها بنو مروان بغير استحقاق، فوضعها في بيت مال المسلمين (٢).

٤ - كتب إلى الولاة على الأمصار الإِسلامية يأمرهم بطاعة الله، وينهاهم عن معصيته، ويخوفهم من عقابه، ويرغبهم في ثوابه، ويزهدهم في الدنيا، ويضرب لهم الأمثال بمن مضى ممن كان قبلهم من الخلفاء والولاة، وأنهم قد ذهبوا إلى ما قدموا من أعمال، فمنهم الرابح، ومنهم الخاسر، وأمرهم بالعدل مع الرعية، ونهاهم عن الظلم، وأمرهم برد جميع المظالم إلى أهلها، وعزل بعضهم عن الولاية وَوَلَّى من هو أصلح منه، واستدعى بعضهم إلى الحضور لديه ليحاسبه على جوره وظلمه، وحذر الولاة من أخذ الرشوة والهدية من الرعية (٣) وأمر الولاة بوضع الجزية عمن أسلم من اليهود والنصارى، حيث كان بنو أمية لا يضعون الجزية عمن أسلم، فأسلم بذلك خلق كثير، ومن هؤلاء أهل خراسان، فقد أسلم منهم أربعة آلاف في وقت قصير بسبب هذه الحكمة العظيمة (٤).

٥ - من أعظم مواقفه الحكيمة في إصلاح الأوضاع في الدولة الأموية ما أحياه في النفوس من خوف الله ومراقبته، وغرس ذلك في نفوس الناس، ومن ذلك أنه في يوم الجمعة يخطب الناس، فبكى يومًا، وبكى الناس معه


(١) انظر: طبقات ابن سعد ٥/ ٣٤١ - ٣٤٤، ومناقب عمر لابن الجوزي، ص ١٢٥ - ١٢٧، والبداية والنهاية، ٩/ ٢٠٠ - ٢١٣.
(٢) انظر: مناقب عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي، ص ١٣٣ - ١٤١، وطبقات ابن سعد، ٥/ ٣٤١ - ٣٤٤، والبداية والنهاية، ٩/ ٢١٣، وسير أعلام النبلاء، ٥/ ١٢٩.
(٣) انظر: مناقب عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي، ١٣٣ - ١٤١، وطبقات ابن سعد، ٥/ ٣٤١ - ٣٤٤، والبداية والنهاية، ٩/ ٢١٣، وسير أعلام النبلاء، ٥/ ١٢٩.
(٤) انظر: طبقات ابن سعد ٥/ ٣٤١ - ٣٤٤، وسيرة عمر لابن الجوزي ص ١٠٠ - ١٢٤، ٢٠٦، ٢٢٢، وسير أعلام النبلاء، ٥/ ١٢٦ - ١٣٧، ٥/ ١٤٧، والبداية والنهاية، ٩/ ١٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>