للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طاعة الله وفي سبيل نشر الإسلام، ويجود برئاسته والإِيثار في قضاء حاجات الناس، ويجود براحته تعبًا في مصلحة غيره، ويجود بعلمه فينشره بين الناس، ويجود بجاهه فيشفع لأصحاب الحاجات، ويجود ببدنه في خدمهّ الناس والإِصلاح بينهم وإعانتهم ببدنه، ويجود بعرضه فيعفو عمَّن اغتابه أو سبَّه، ويجود بصبره فيصبر على أذى الناس، ويجود بالخلق الحسن وبشاشة الوجه والبسطة، ويجود بما في أيدي الناس عليهم فمزهد فيه، فلا يلتفت إليه، وكل أنواع الجود والكرم ينبغي أن يأخذ منها الداعية أكبر الحظ والنصيب، اقتداء بنبيه - صلى الله عليه وسلم - (١) والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل، (٢).

رابعا: من صفات الداعية: الصدق: دل هذا الحديث على أن الصدق من الصفاتّ الحميدة؛ لِقوله - صلى الله عليه وسلم -: «ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذوبا. .»، وهذا يبيِّن للدعاة أن الصدق من الصفات التي ينبغي لهم أن يتصفوا بها، ويبيّن لهم قبح الكذب، وهو الإِخبار عن الشيء بخلاف ما هو سواء كان ذلك عمداَ أو جهلا، والإِثم يختص بالعمد (٣).

وينبغي لهم أن لا ينقلوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا ما صح عنه؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من حدّث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذِبين» (٤) فإذا صدق الداعية في القول والفعل، والنية كان من الرابحين (٥).

خامسا: من صفات الداعية: الشجاعة: الشجاعة مطلب كريم وخلق عظيم، وصفة نبيلة من صفات الدعاة الصادقين؛ ولهذا نفى النبي - صلى الله عليه وسلم - الجبن عن نفسه، وهذا يدل على شجاعته «ثم لا تجدوني بخيلا، ولا كذوبا، ولا جبانا» والشجاعة تحمل الداعية على عزة النفس وإيثار معالي الأخلاق والشيم؛ فإن الداعية بقوة نفسه وشجاعتها يمسك


(١) انظر: مدارج السالكين، لابن القيم، ٢/ ٢٩٣ - ٢٩٦.
(٢) انظر: الحديث رقم ٢، الدرس الثاني، ورقم ١٥، الدرس الثاني.
(٣) انظر: الأذكار، للنووي ص ٣٢٦، وشرح النووي على صحيح مسلم ١/ ١٨١.
(٤) مسلم، في المقدمة، باب وجوب الرواية عن الثقات وترك الكذابين والتحذير من الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ١/ ٩.
(٥) انظر: الحديث رقم ٧، الدرس: الثالث، ورقم ٩، الدرس الرابع.

<<  <  ج: ص:  >  >>