للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لرسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ ولهذا «بعث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رهطًا إلى أبي رافع ليقتلوه»؛ لأنه كان يؤذي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويعاديه، ويؤلب عليه الناس (١)؛ قال ابن حجر رحمه الله: "وفي الحديث من الفوائد جواز. . . قتل من أعان على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بيده، أو ماله، أو لسانه" (٢) وهذا يؤكد أهمية قتل من آذى الله ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (٣) وهو من أهم وسائل الدعوة؛ لأنه يزيل العوائق التي في طريقها، وفيه نصرة لله ولرسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكذلك قتل الإمام للمرتدين بعد استتابتهم، وإقامة القصاص في قتل العمد، وتنفيذ الحدود، كل هذه الأمور من الوسائل الدعوية المهمة (٤).

خامسًا: الابتلاء والامتحان لأولياء الله عَزَّ وجَلَّ: ظهر في هذا الحديث أن من سنة الله عَزَّ وجَلَّ أن يبتلي عباده بالسراء والضراء؛ وقد حصل لعبد الله بن عتيك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ من ذلك بعض الابتلاء، فانكسرت ساقه بعد أن قتل صاحب الأذية البالغة لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أبا رافع: عبد الله بن أبي الحقيق، ويقال: سلام بن أبي الحقيق اليهودي " (٥) وهذا يؤكد على الدعاة إلى الله عَزَّ وجَلَّ أن يعلموا أن الله عز وجل يبتلي عباده بالسراء والضراء، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط، أسأل الله لي ولجميع المسلمين العافية في الدنيا والآخرة (٦).

سادسًا: الأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل: دل هذا الحديث على أن الأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل؛ ولهذا أخذ عبد الله بن عتيك بالأسباب في عدة أمور منها: أنه اختفى من الحرس وأهل الحصن، وعمل بالمكر لهم، وأغلق عليهم الأبواب، وأغلق على نفسه من


(١) انظر: فتح الباري لابن حجر، ٧/ ٣٤٥.
(٢) المرجع السابق ٧/ ٣٤٥ ببعض التصرف اليسير.
(٣) انظر: الحديث رقم ٩٤، الدرس الرابع.
(٤) انظر: الحديث رقم ٨٩، الدرس الثامن، والحديث رقم ٩٤، الدرس الرابع.
(٥) انظر: فتح الباري لابن حجر، ٧/ ٣٤٢.
(٦) انظر: الحديث رقم ٩، الدرس الثامن، ورقم ٦٦، الدرس الأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>