للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الناس فلنصيبن من الغنيمة فلما أتوهم صرفت وجوههم فانقلبوا منهزمين، فذاك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم فلم يبق مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا اثنا عشر رجلًا، فقتل من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبعون شهيدًا. قال الكرماني رحمه الله: "صرف وجوههم عقوبة لمعصية رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" (١) وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "الهزيمة وقعت بسبب مخالفة الرماة" (٢) وقال أيضًا: "وفيه شؤم ارتكاب النهي وأنه يعم ضرره من لم يقع منه، كما قال تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [الأنفال: ٢٥] (٣).

وأن من آثر دنياه أضر بآخرته ولم تحصل له دنياه" (٤) قال الله عَزَّ وجَلَّ عن المخالفة التي وقعت في يوم أحد: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ - إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [آل عمران: ١٥٢ - ١٥٣] (٥) وقال عَزَّ وجَلَّ {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: ١٦٥] (٦).

ولا شك أن من أسباب النصر والتمكين في الأرض: طاعة الله ورسوله.

فينبغي لكل مسلم أن يحذر معصية الله ورسوله، ويلزم طاعة الله ورسوله؛ فإن هذا من أسباب التوفيق والتسديد والإعانة (٧).


(١) شرح الكرماني على صحيح البخاري، ١٥/ ٢١٩.
(٢) فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ٦/ ١٦٣.
(٣) سورة الأنفال، الآية: ٢٥.
(٤) فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ٧/ ٣٥٣.
(٥) سورة آل عمران، الآيتان: ١٥٢ - ١٥٣.
(٦) سورة آل عمران، الآية: ١٦٥.
(٧) انظر: الحديث رقم ٩٦، الدرس الأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>