للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأولى: النبوة.

الثانية: إنذار عشيرته الأقربين.

الثالثة: إنذار قومه.

الرابعة: إنذار قوم ما أتاهم من نذير من قبله: وهم العرب قاطبة.

الخامسة: إنذار جميع من تبلغه دعوته من الجن والإنس إلى آخر الدهر (١).

وهذا الحديث في هذا الباب دل على الدرجة الثانية؛ فينبغي للداعية أن يراعي ويسلك طريق النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته.

ثالثا: من صفات الداعية: الصدق الصدق من أهم صفات الداعية إلى الله تعالى، وفي هذا الحديث دليل على التحرز من الكذب وتحري الصدق؛ لأن الراوي نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: " يا معشر قريش أو كلمة نحوها " وهذا شك من الراوي هل قال النبي صلى الله عليه وسلم هذه الكلمة أو ما معناه (٢).

ولا شك أن الصدق من أهم الصفات للداعية، وخاصة في ثلاثة مجالات:

١ - الصدق في النية والقصد، وهذا يستلزم الإخلاص في الدعوة لله تعالى، وفي كل طاعة وقربة.

٢ - الصدق في القول، وهذا يستلزم أن لا ينطق الداعية بالباطل أيا كانت صورته: كذبا، أو شتما، أو سبابا، أو غشا، أو غيبة، أو نميمة، أو غير ذلك من الألفاظ القبيحة.

٣ - الصدق في العمل، وهو مطابقة الأقوال والأعمال للحق الذي يدعو إليه الداعية، فيعمل بما يدعو إليه قولا وعملا. (٣).

فعلى الداعية أن يكون صادقا في جميع المجالات؛ ولهذا قال الله تعالى:


(١) زاد المعاد في هدي خير العباد ١/ ٨٦.
(٢) بهجة النفوس وتحليتها بمعرفة ما لها وما عليها، شرح مختصر صحيح البخاري، لعبد الله بن أبي جمرة الأندلسي ٣/ ٩١.
(٣) انظر: مدارج السالكين لابن القيم، ٢/ ٢٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>