للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذه الأحاديث وغيرها تؤكد مراعاة أحوال المدعوين على حسب عقولهم، وعقيدتهم، وأجناسهم، ومجتمعاتهم، وعلمهم، وغير ذلك (١).

عاشرا: من أساليب الدعوة: الاستفهام الإنكاري: إن الاستفهام الإنكاري من الأساليب المهمة في الدعوة إلى الله عز وجل، وقد دل هذا الحديث على هذا الأسلوب في قوله صلى الله عليه وسلم: «فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله»؟ "، وهذا يؤكد أهمية أسلوب الاستفهام الإنكاري، فينبغي أن يعتني به الداعية عند الحاجة إليه والله الموفق. (٢).

الحادي عشر: من أصناف المدعوين: أشراف الناس: إن أشراف الناس صنف من أصناف المدعوين؛ ولهذا تألفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطاهم- كما في هذا الحديث- عطاء خاصا، مراعاة لأحوالهم، وإنزالا لهم منازلهم، قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «وأعطى أناسا من أشراف العرب وآثرهم يومئذ في القسمة»، وهم من الطلقاء الذين أسلموا يوم الفتح، ومنهم من هو من المهاجرين، وقد اعتنى النبي صلى الله عليه وسلم بجماعة فأجزل لهم العطاء، منهم أبو سفيان، وصفوان بن أمية، وعيينة بن حصن، ومالك بن عوف، والأقرع بن حابس، وعلقمة بن علاثة، والعباس بن مرداس، وغيرهم، وقد أعطى كل واحد من هؤلاء مائة من الإبل "، (٣) فينبغي للداعية أن يعتني بدعوة أشراف الناس، ويخاطبهم على قدر مكانتهم، ومنازلهم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم سلك هذا المنهج الحكيم وأنزل كل إنسان منزلته.

الثاني عشر: من تاريخ الدعوة: ذكر غزوة حنين: ظهر في هذا الحديث ذكر غزوة حنين؛ لقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «لما


(١) انظر: الحديث رقم ١٩، الدرس الثالث، ورقم ٥٨، الدرس السابع.
(٢) انظر: الحديث رقم ٤، الدرس الرابع، ورقم ٣١، الدرس الخامس.
(٣) انظر: صحيح مسلم، برقم ١٠٦٢، وتقدم تخريجه في أصل الحديث، ص ٩٦٨، وانظر: فتح الباري لابن حجر، ٨/ ٥٣ و ٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>