المسائل التي سنتحدث عنها إن شاء الله في بداية هذه الدروس هي مسائل التوحيد، ونحن سنتحدث في مسائل التوحيد عن مجموعة مسائل: المسألة الأولى: مسألة فطرية المعرفة.
المسألة الثانية: أول واجب على المكلف.
المسألة الثالثة: أقسام التوحيد.
المسألة الرابعة: توحيد الربوبية.
المسألة الخامسة: قواعد في توحيد الألوهية.
المسألة السادسة: قواعد في توحيد الأسماء والصفات.
فهذه ست مسائل كبرى أساسية وأصلية في باب التوحيد، ينبغي علينا أن ندرسها وأن نفهمها وأن نفقهها، ثم ننتقل بعد ذلك إلى باب كبير آخر من أصول العقيدة بإذن الله.
وسنبدأ أولاً بالكلام على المسألة الأولى وهي مسألة فطرية التوحيد: ومعنى فطرية التوحيد: أن الله سبحانه وتعالى عندما خلق الإنسان خلقه وهو مفطور على معرفة الله عز وجل، وعلى الشعور بالتأله لله سبحانه وتعالى، وهذا المعنى وهذا المفهوم دلت عليه النصوص الشرعية من القرآن والسنة، يقول الله سبحانه وتعالى:{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}[الروم:٣٠]، ومن السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء حتى تكونوا أنتم تجدعونها؟)، ثم قرأ أبو هريرة رضي الله عنه الآية السابقة من سورة الروم.
هذه الآية والحديث في موضوع الفطرة، وموضوع الفطرة من الموضوعات التي وقع فيها خلاف كبير، ولكن هناك جوهر لموضوع الفطرة سنتحدث عنه بإذن الله تعالى.