ومنها: الشفاعة يوم القيامة، فلا يجوز لأحد أن يطلب الشفاعة إلا من الله سبحانه وتعالى؛ أما النبي صلى الله عليه وسلم فإنه شافع يوم القيامة، أما في الدنيا فليست بيده؛ لأنه لم يؤذن له، ولم يأت يوم القيامة، فكيف يطلب منه شيء ليس بيده؟ يقول الله عز وجل:{قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا}[الزمر:٤٤].
فالشفاعة لله عز وجل لا تطلب إلا من الله سبحانه وتعالى، وهي ملك خاص له سبحانه وتعالى، وإذا أراد الإنسان الشفاعة فإنه يقول: اللهم شفع فيّ نبيك محمداً صلى الله عليه وسلم، أما أن يقول: يا رسول الله! اشفع لي الآن فهذا لا شك أنه من الخروج عن عبادة الله إلى عبادة غيره، حتى لو كان نبياً أو فاضلاً أو ولياً أو ملكاً أو نحو ذلك، ولهذا يجب الحذر من هذه العقائد الكفرية الضالة، وأي تنسك أو تعبد يصرف لغير الله عز وجل فهو مخرج عن دائرة الإسلام، فمن ذبح تقرباً لغير الله عز وجل فقد كفر، ومن سجد سجود تعبد وتذلل لغير الله عز وجل فقد كفر، ومن حلق رأسه عند قبر تعظيماً لصاحب القبر فقد كفر، ومن طاف حول قبر وصرف هذا الطواف لصاحب القبر ظناً منه أن صاحب القبر يشفع له يوم القيامة فقد فعل مثل فعل المشركين، حيث كانوا يقرون بالربوبية ويقولون إذا سئلوا:{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}[لقمان:٢٥] فهم يعرفون الربوبية لكن هذا الإيمان لا ينفعهم، ويصرفون العبادة لغير الله عز وجل ظناً أن هؤلاء الأولياء وهذه الأصنام التي صوروها على صور صالحين أو ملائكة أنها ترفع أعمالهم إلى الله سبحانه وتعالى، يقول الله عز وجل عنهم:{مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}[الزمر:٣].