الشرط السادس والسابع: الانقياد والقبول، يعني: أن يرضى المرء بشريعة الله؛ فإن الرضا هو القبول، أن يكون قابلاً وراضياً بهذه الشريعة.
ومن معاني الرضا: أن يكون منقاداً لهذه الشريعة، فمن لم يقبلها ولم يرض بها، فيعتبر رافضاً للشريعة مثل: اعتقاد أن هذه الشريعة لا تصلح للمجتمع الصناعي الذي نعيش فيه، أو أنها لا تصلح للقرن العشرين، يقولون: نحن في القرن العشرين، عسانا في القرن المائة ليس في القرن العشرين، فماذا كان؟ شريعة الله عز وجل تصلح لكل القرون، وهي هادية للبشرية في كل أحوالهم، وانظروا إلى أحوال الذين تكبروا عن الشريعة.
إذاً: لابد من الرضا ولا بد من القبول لدين الله سبحانه وتعالى، وأيضاً لا بد من الانقياد، ومعنى الانقياد: أن الإنسان إذا علم وعرف معنى لا إله إلا الله لا بد أن ينقاد لهذه الكلمة العظيمة، وذلك بأن يعبد الله لا يعبد غيره، فإذا قيل لك: فلان منقاد للا إله إلا الله فمعنى ذلك: أن هذا الشخص لا يتأله إلا لله، لا يصلي إلا لله، لا يصوم إلا لله، وفي نفس الوقت يبرأ ويبغض كل مخالف لشريعة الله سبحانه وتعالى.
وزاد بعض العلماء على هذه الشروط: الموت عليها، يعني: أن يموت على لا إله إلا الله، فمن مات على غير لا إله إلا الله فلا فائدة مما سبق، ولهذا إذا أبطل الإنسان توحيده ونقضه، فإنه وإن كان قبل ذلك يتعبد لله عز وجل فقد نقض هذا البنيان وهدمه.