[دلالة أسماء الله عز وجل على الذات والصفات والمعاني المتعلقة بها في حقه تعالى]
من القواعد التي تتعلق بالأسماء الحسنى: أن الأسماء الحسنى تدل على ثلاثة أمور: الأمر الأول: تدل على ذات الله عز وجل.
الأمر الثاني: تدل على صفاته؛ لأنه كما سبق أن قلنا: إن كل اسم يتضمن صفة من الصفات.
الأمر الثالث: إذا كان معناها متعدياً فإنها يكون لها أحكام تخصها.
فالقدير يدل على ذات الله سبحانه وتعالى، ويدل على صفة القدرة، ويدل أيضاً على ملكه سبحانه وتعالى للعباد، وقدرته على التأثير فيهم وعلى تبديل أحوالهم وشئونهم، ولهذا أخذ بعض العلماء مسائل فقهية من بعض نصوص الأسماء الحسنى، يقول الله عز وجل:{إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[المائدة:٣٤]، فالذين يكونون من قطاع الطرق تكون عليهم حدود، لكن إن تابوا قبل أن يضبطوا فإنهم لا يطالبون بالحدود السابقة، أخذ ذلك الحكم من وصف الغفور الرحيم، الذي يدل على مغفرة الله عز وجل لسابق أحوالهم، ورحمته سبحانه وتعالى فيما سبق من أعمالهم، وهذا يدل على أن من أحكام الأسماء الحسنى بعض المسائل العقدية أو الفقهية، فإن أسماء الله عز وجل لها أحكام، وأسماء الله عز وجل تدل بمفردها على معنى، وتدل إذا اقترنت على معنى آخر، مثلاً: نجد الاقتران الكثير بين اسم الله عز وجل العزيز والحكيم، فهذا له مدلول خاص وهو أن عزة الله عز وجل مرتبطة بحكمته، فإنه لا يظلم سبحانه وتعالى، وهكذا السميع البصير، وهكذا بقية أسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته.
أما ما يتعلق بقواعد الصفات فإن الصفات كما سبق أن أشرنا لها ثلاثة مصادر: المصدر الأول: أن تكون الآيات صريحة في الدلالة على الصفة.
المصدر الثاني: أسماء الله عز وجل، فكل أسماء الله تدل على صفاته.
المصدر الثالث: أفعال الله سبحانه وتعالى، فإن أفعال الله عز وجل جزء من الصفات كما سيأتي الإشارة إليه بإذن الله تعالى.