الإيمان قول وعمل، والكفر ضد الإيمان، فالكفر قد يكون بقول اللسان، أو بعمل الجوارح، أو باعتقاد القلب.
فمثال الكفر الذي يكون بقول اللسان: سب الله تعالى، أو سب الدين، أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم، أو سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جميعاً، أو ادعاء النبوة، أو إنكار الكتب المنزلة، أو إنكار الرسل الكرام، أو رسالاتهم، أو إنكار أي أمر من الأمور الواضحة في كتاب الله سبحانه وتعالى.
ومثال المكفرات العملية التي تكون بعمل الجوارح: عبادة غير الله سبحانه وتعالى، مثل: دعاء غير الله عز وجل، أو الاستغاثة بغير الله، وهي تابعة للمكفرات القولية، الطواف حول القبور، والذبح لها، والنذر لغير الله، والسجود لغير الله، وإهانة المصحف، والسجود لصنم من الأصنام، وتقديم أي نوع من أنواع العبادة العملية لغير الله سبحانه وتعالى، ومن ذلك الحكم بغير ما أنزل الله، والإعراض التام عن دين الله عز وجل فلا يتعلمه ولا يعمل به، ولا يراعي في عمله أو قوله أو تصرفه أي حكم من الأحكام الشرعية.
وأما المكفرات والنواقض القلبية فهي كثيرة، فمنها: بغض الدين، أو رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أحد من الرسل، أو بغض رب العالمين، أو بغض شريعته، أو تكذيبها، واعتقاد أن هذه الشرائع كذب، وأنها لا حقيقة لها.
ونحو ذلك من العقائد الكفرية، وتولي الكافرين، ومحبتهم إلى درجة نصرتهم على المسلمين، فكل هذا يعتبر من المكفرات الاعتقادية.
وبهذا نعلم أن الكفر ينقسم إلى كفر قولي يكون عن طريق اللسان، وإلى كفر عملي يكون بعمل الجوارح، وإلى كفر اعتقادي يكون باعتقاد القلب، يقول الله عز وجل:{وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ}[التوبة:٧٤]، فنسب الكفر إلى القول، وهذا يدل على أن الإنسان يكفر بالقول كما يكفر أيضاً بالفعل.