الشرط الخامس: اليقين، وضد اليقين الشك، فمن شك في أنه لا إله إلا الله فإنه يكون حينئذ قد وقع في الشرك؛ ولهذا من أعظم الأسباب التي توصل إلى الشك، أولاً: عدم دراسة ومعرفة حقوق الله عز وجل على الإنسان، وعدم إدراك مكانة الله عز وجل، وأسماء الله وصفاته، فإن من جهل هذه المقامات العظيمة من أسماء الله وصفاته، وجهل حكمة هذا الدين، وعظمة هذا الدين، فإنه قد يقع في نفسه شيء من الشك.
ثانياً: كثرة الذنوب والمعاصي، فإنها تورث الإنسان الشك في دين الله.
إذاً: ينبغي للإنسان أن يحرص على أمرين: الأمر الأول: أن يتعلم أسماء الله وصفات الله عز وجل، وعظمة هذا الدين.
الأمر الثاني: أن يبتعد عن الذنوب والمعاصي، ويقترب من الله عز وجل بالطاعة.
إن السبب الذي جعل بعض شباب المسلمين في بلاد المسلمين في هذه الأيام يعبد الشيطان، كظاهرة عبادة الشيطان التي حصلت في مصر، وأيضاً في لبنان، وفي بعض البلاد، وهذه الظاهرة أصبحت في أكثر البلاد الإسلامية، وإن كان بعضهم يسترها، فأمر غريب أن يعبد ألد أعداء الإنسان، فالسبب الذي جعلهم يصلون إلى هذه المرحلة المخدرات والجنس، حتى إنهم صاروا يبحثون عن الشذوذ مثل: الجنس الجماعي، أو الجنس المثلي، الرجل مع الرجل، والمرأة مع المرأة، أو الجنس الشاذ الغريب، أو إرادة الاستغراب إلى درجة أنهم من طقوسهم يشربون الدماء، أو يتعاطى الجنس أثناء نزيف الدم منه، أو ممن يفعل به هذه الفاحشة والعياذ بالله.
ولهذا أصبحت لهم طقوس ولهم أشكال معينة، ولهم اهتمامات معينة.
فالسبب الذي جعلهم يعبدون غير الله هو ضعف المعرفة بالله عز وجل والإيمان به، وضعف التعبد له، وكثرة الذنوب والمعاصي، وعدم شعور الإنسان بخطورة هذه الذنوب، فهذا الأمر يورث والعياذ بالله بداية الشك، ثم يصل إلى درجة التكذيب، ثم يصل إلى درجة الشذوذ والاعتراض، ولهذا تكثر هذه العبادات الشيطانية عند أصحاب الأموال الكثيرة، أو عند الفقراء المعدمين جداً، يعني: إما عند هؤلاء أو عند هؤلاء؛ لأن الجميع يريد أن يرى شيئاً غير طبيعي.