هل توجد ملاحظات على كتاب إحياء علوم الدين؟ وهل ينصح الطالب بقراءته؟
الجواب
كتاب إحياء علوم الدين عليه ملاحظات، منها: الأمر الأول: وجود بعض العقائد المخالفة للسنة، فإنه يرى أن الكشف الصوفي يمكن أن تؤول به النصوص الشرعية، كما أن أهل الكلام يرون أن العقل موجب لتأويل النصوص من أجله، فهذه عقائد غير صحيحة.
الأمر الثاني: أن روح الكتاب روح صوفي، فالكتاب مع ما فيه من الجوانب المفيدة في التربية والسلوك إلا أنه لم يبحث موضوع الجهاد أبداً، والعجيب أن هذا الكتاب كتب في زمن احتلال الصليبيين لبيت المقدس، وهو كتاب ضخم، وفكرته: الشعور بأن المسلمين في تأخر عن الدين، والحاجة إلى إحياء علوم الدين في حياة المسلمين، ومع هذا لم يتعرض للجهاد أبداً، وهذا بسبب التوجه الصوفي الذي يرى أن الجهاد هو جهاد النفس فقط، وقد تأثر بهذا التوجه كثير من المنتسبين إلى السنة.
والسبب فيه هو وقوع أخطاء عند من يتحدث عن الجهاد في سبيل الله، وحديثهم جميل بالجملة، لكنهم يطبقون مفهوم الجهاد في سبيل الله تطبيقاً خاطئاً، فبدل أن ننتقد هذه القضية في حدودها يأتي بعض الأشخاص ويوسع دائرة الانتقاد إلى درجة منحرفة تماماً، فالتفجيرات التي حصلت في الرياض لا شك أنها محرمة في شرع الله عز وجل بدون أي شك في هذه المسألة؛ لوجود مسلمين قتلوا في مثل هذا العمل، ولما يترتب على هذا العمل من المضار الكبيرة وأعداء الإسلام كما تعرفون يتربصون بالمسلمين الدوائر.
أما القتلى من الأجانب الغير مسلمين فهم معاهدون، فلهم عهد، فلا يجوز للإنسان أن يقتل المعاهد، حتى لو كان المسلم لديه ملاحظات على أصحاب العهد، فإن وجودها على أصحاب العهد لا يعني أنه لا عهد له، ولو كنت مسلماً وجاء الكافر ضيفاً عندك وأمنته فلا يجوز لأحد أن يقتله في بيتك، حتى لو كنت تشرب الخمر أو عليك ملاحظات وانحرافات، فلا شك أنها أخطاء، لكن انظروا كيف تعاملت الصحافة والإعلام معها بحيث إنهم ألبسوا هذا التصرف كل الشباب الملتزمين والدعاة إلى الله سبحانه وتعالى، بل وسعوا الأمر وطالبوا بإلغاء الهيئات وحلقات التحفيظ، فهم يبغون أن نترك ديننا من أجل أشخاص أخطئوا وظلموا أنفسهم وظلموا المسلمين ووقعوا في انحراف! فهل نترك ديننا؟! فهذا شيء في غاية الغرابة، ولم يبق لهم إلا أن يقولوا: قفلوا المساجد وهدموها، فقد صار كثير من الصحفيين يكتبون بأسلوب سيء جداً، ويرسمون كاركتيرات فيها استهزاء بالصالحين، ولا شك أن هذا انحراف كبير.
وبعض الأحيان يأتي أشخاص صالحون ويقولون: اتركوا العلمانيين واللبراليين هؤلاء، فإنهم من جملة المنافقين الذين يستغلون مثل هذه الأحداث، وبعض أصحاب الدعوة الإسلامية لوجود مثل هذا التوجه الذي فيه وفي تطبيقاته غلو يغالي في الطرف الآخر، فتجد أنه يكاد ينكر شرعية الجهاد من الأرض كلها، فعندما تقول له مثلاً: في فلسطين جهاد، قال: أي جهاد في فلسطين؟! أو في أفغانستان أو كشمير جهاد فينكر الجهاد من الدنيا كلها، وكأنه لا أحد يقيم الجهاد، ولا شك أن هذا خطأ، وهذه ردود أفعال ينبغي للإنسان أن يحذر منها.
أسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم لكل خير، وصل الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.