[أنواع البدع]
البدع أصبحت بهيئات مختلفة، فهناك بدع عقدية مثل: بدعة نفاة الصفات أو بدعة من شبه الله بخلقه.
وبدعة الإرجاء الذين حصروا الإيمان في مفهوم التصديق، أو بدع التشيع في تعظيم الأئمة إلى درجة أنهم يعتقدون أن كلام هؤلاء الأئمة مثل كلام رب العالمين، وأنه يجب الانقياد لهم كما يجب الانقياد لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهناك بدع عملية مثل البدع التي تكون حول القبور، مثل: الطواف حول القبور، والصلاة عندها، والذبح لها، والنذر لغير الله عز وجل.
ومن البدع أيضاً البدع التي تكون في مجال الأذكار، مثل ذكر الله عز وجل بالاسم المفرد: الله الله الله أو لطيف لطيف لطيف وهكذا، أو ذكر الله عز وجل بالاسم المضمر مثل: هو هو هو وهكذا.
وأيضاً من البدع التي حصلت بدع مغلظة، مثل: البدع التي يأتي بها أصحابها وتوصلهم إلى درجة الكفر والعياذ بالله، مثل بدع الباطنية الذين يقولون: إن للقرآن ظاهراً وباطناً، وأن ظاهر القرآن هو ما يفهمه العوام وباطن القرآن هو ما يفهمه الخواص، ثم يأتون بأمور مما يسمونه الباطن مخالف مخالفة أساسية لقواعد اللغة، مثل قوله تعالى: {بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ} [الرحمن:٢٠] قالوا: علي وفاطمة، {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن:١٣] قالوا: الحسن والحسين.
وهكذا يفسرون النصوص الشرعية تفسيراً مخالفاً لقواعد اللغة.
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} [البقرة:٦٧] قالوا: إن المراد بالبقرة عائشة -قبحهم الله- وهكذا يغيرون معاني النصوص، ويأتون بمعاني بعيدة كل البعد عن ظاهر اللفظ، فليس هناك أي ارتباط ولو بخيط ضعيف، ويقولون: إن للقرآن ظاهراً وباطناً.
وهكذا فقد انتشرت البدع الكثيرة في حياة المسلمين، سواء في المساجد مثل زخرفة المساجد، أو في أحوال الموتى، أو في النكاح، أو في الذكر والصلاة، أو في الوضوء، أو في أي باب من أبواب التعبد، أو في الاعتقادات.
وهناك من البدع ما يوصل إلى الكفر، مثل البدع التي يكون فيها عبادة لغير الله عز وجل كالسجود للقبور، والبدع تختلف أحكامها، حكمها ليس واحداً، فهي تختلف أحكامها من بدعة إلى بدعة.
وقد بين الله سبحانه وتعالى في القرآن أن هذه الأمة يظهر فيها التفرق والابتداع والاختلاف، وهذا من حكمته سبحانه وتعالى ومن ابتلائه، فإن الله عز وجل يبتلي الناس بالسراء والضراء، يقول الله عز وجل: {وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} [هود:١١٨ - ١١٩] قال العلماء: (ولذلك خلقهم) يعني: خلقهم للاختلاف.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الافتراق الطويل المشهور: (وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، فلما سئل عنها النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي).
وهذه الفرق الواردة في الحديث ليست من الفرق الكافرة؛ لأنه قال في بداية الحديث: (ستفترق هذه الأمة) فنسبها إلى هذه الأمة فهي فرق مبتدعة فليسوا كفاراً، وأيضاً جعل الافتراق في هذه الأمة في مقابل افتراق اليهود وافتراق النصارى، وهذا يدل على أن هذا الافتراق ليس افتراقاً كفرياً، مع أن الفرق تنقسم إلى فرق مبتدعة وفرق كافرة خارجة عن الإسلام.
ومثال الفرق الكافرة الباطنية والفلاسفة.