ما هي الشروط التي يجب أن توجد في الفرد إذا أراد الذهاب إلى الجهاد في سبيل الله؟
الجواب
الجهاد في سبيل الله لاشك أنه منزلة عالية من منازل الدين، وله فضل عظيم، وهو من أعظم وسائل الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى والإصلاح، وهو ينقسم إلى قسمين: جهاد دفع، وجهاد طلب.
فجهاد الدفع: هو أن يغزو الكفار بلاد المسلمين، فيدفع المسلمون عن أنفسهم هذا العدو الصائل، وهذا من أفضل الجهاد، وهذا لا يشترط فيه شرط، بل يجب على كل مسلم أن يدفع العدو الصائل عنه وعن أولاده وأهله وعن بلاده بكل ما يستطيع.
النوع الثاني: هو جهاد الطلب: وهو أن تكون الدولة الإسلامية دولة مستقرة ثابتة، وتريد أن توسع رقعتها، بحيث إنه يدخل أعداد كبيرة جداً في الإسلام، وتزيل الأنظمة التي تمنع الناس من قبول الحق، وتجعل قبول الحق ممكناً بالنسبة للشعوب، فهذا جهاد يسمى جهاد الطلب، يعني: طلب العدو في عقر داره، ولا يصح أن يقال: بأن الجهاد هو نوع واحد وهو جهاد الدفع، وجهاد الطلب غير موجود في الشريعة، هذا خطأ، فإن جهاد الطلب موجود في الشريعة، وكيف توسعت الدولة الإسلامية لولا وجود هذا الجهاد؟ بعض الناس يجعل الجهاد فقط جهاد الدفع، ولهذا تسمى وزارات الدفاع في كل العالم إلا في إسرائيل فتسمى وزارة الحرب! فالشاهد هو أن منع جهاد الطلب قول مبتدع مخالف لشرع الله سبحانه وتعالى.
أما بالنسبة للشروط الذاتية التي تتعلق بالشخص حتى يجاهد في سبيل الله فإن الجهاد بمعناه الواسع يتمثل في قول النبي صلى الله عليه وسلم:(يا أيها الناس جاهدوا في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم)، فالجهاد بالمال يكون ببذله وتجهيز الغزاة، والجهاد بالنفس يكون بالقتال، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهاد باللسان يكون بالدعوة والإصلاح والتأثير في المجتمع.
والجهاد في سبيل الله لا يكون عملاً فردياً، وإنما هو عمل جماعي، يعني: يجتمع فيه أهل الإسلام ويضعون خطة، ويكون لهم قيادة، ويبدءون القتال، إلا في حالة الجهاد الذي يكون فيه دفع، مثل: إخواننا في فلسطين، فإنه يجب عليهم أن يدافعوا قدر استطاعتهم، ولو أن إنساناً قاتلهم لوحده فإن عمله جائز وفاضل ومطلوب، ويجتهدون في النكاية بالعدو قدر استطاعتهم.