وتعقبه الألباني فقال: "تليين الأزدي إياه لا تأثير له، لأن الأزدي نفسه متكلم فيه، كما هو معلوم، لا سيما وقد وثقه ابن معين كما ترى، وكذا الإمام البخاري، والنسائي، وابن حبان، وابن شاهين - كما في التهذيب (١/ ١٦٩) - فهو متفق على توثيقه، لولا قول أبي حاتم: يكتب حديثه. لكن هذا القول إن اعتبرناه صريحاً في التجريح فمثله لا يقبل؛ لأنه جرح غير مفسر، لا سيما وقد خالف قول الأئمة الذين وثقوه، على أنه من الممكن التوفيق بينه وبين التوثيق، بحمله على أنه وسط عند أبي حاتم، فمثله حسن الحديث قطعاً، على أقل الدرجات، وكأنه أشار الحافظ إلى ذلك بقوله فيه في التقريب (١/ ٦٣): "صدوق"، وبقية رجال الإسناد كلهم ثقات، فالحديث جيد الإسناد". اهـ من مختصر العلو، ص (١١٢). قلت: قول الألباني: "إن الأزدي نفسه متكلم فيه". لا يمنع من الأخذ بقوله في أحوال الرواة، فضعفه في الحفظ لا يوجب طرح حكمه على الرجال. الوجه الثاني: عنعنة ابن جريج، قال الإمام أحمد: "كل شيء قال فيه ابن جريج: قال عطاء، أو عن عطاء؛ فإنه لم يسمعه من عطاء". اهـ من شرح علل الترمذي، لابن رجب (٢/ ٦٠٠). هذا وقد تكلم النقاد في حديث أبي هريرة، وذكروا عللاً في إسناده ومتنه، وسأتكلم هنا عن العلل الواردة في إسناده، وأما العلل الواردة في متنه فسأذكرها في أصل المسألة، عند ذكر مذاهب العلماء تجاه التعارض بين الآيات والحديث. العلل الواردة في إسناد الحديث: العلة الأولى: أَنَّ هذا الحديث إنما أخذه إسماعيل بن أمية، عن إبراهيم بن أبي يحيى، وإبراهيم متروك. قال البيهقي، في "الأسماء والصفات" (٢/ ٢٥١، ٢٥٥ - ٢٥٦): "هذا حديث قد أخرجه مسلم في كتابه ... ، وزعم بعض أهل العلم بالحديث أنه غير محفوظ؛ لمخالفته ما عليه أهل التفسير، وأهل التواريخ، وزعم بعضهم أَنَّ إسماعيل بن أمية إنما أخذه عن إبراهيم بن أبي يحيى، عن أيوب بن خالد، وإبراهيم غير محتج به". اهـ ثم روى بإسناده عن محمد بن يحيى، قال: "سألت علي بن المديني، عن حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "خلق الله التربة يوم السبت ... "، فقال علي: "هذا حديث مدني رواه هشام بن يوسف، عن ابن جريج، عن إسماعيل بن أمية، عن أيوب بن خالد، عن أبي رافع، مولى أم سلمة، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: ... "، ثم ذكر الحديث، وقال: "وما أرى إسماعيل بن أمية أخذ هذا إلا من إبراهيم بن أبي يحيى". اهـ قلت: رواية إبراهيم بن أبي يحيى، أخرجها الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (١/ ٣٣) قال: شبك بيدي أحمد بن الحسين المقرىء، وقال: شبك بيدي أبو عمر =