وقد توبع إبراهيم بن أبي يحيى، قال البيهقي، ص (٢٥٦): "تابعه على ذلك: موسى بن عبيدة الربذي، عن أيوب بن خالد؛ إلا أَنَّ موسى بن عبيدة ضعيف". اهـ وقد اعترض المعلِّمي، والألباني، وتلميذه أبو إسحاق الحويني، على قول ابن المديني بأن لا دليل عليه، وبأن إسماعيل بن أمية ثقة ثبت، وسماعه من أيوب بن خالد ثابت لا شك فيه. قال أبو إسحاق الحويني: "لو سلمنا أَنَّ إسماعيل دلس إبراهيم بن أبي يحيى؛ فكان ينبغي أن يكون السند: إسماعيل، عن صفوان، عن أيوب بن خالد، ولا ذكر لـ (صفوان) أصلاً". اهـ من تعليقه على تفسير ابن كثير (٢/ ٢٣٠). وقال الألباني: "وهذه دعوى عارية عن الدليل؛ إلا مجرد الرأي، وبمثله لا ترد رواية إسماعيل بن أمية؛ فإنه ثقة ثبت، لا سيما وقد توبع، فقد رواه أبو يعلى في مسنده (١٠/ ٥١٣)، من طريق حجاج بن محمد، عن أيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافع، لكن لعله سقط شيء من إسناده". اهـ من سلسلة الأحاديث الصحيحة (٤/ ٤٤٩). وانظر: الأنوار الكاشفة، للمعلمي، ص (١٨٩). قلت: هذه المتابعة ليست بشيء؛ وهي كما ظن الألباني - رحمه الله - فإن فيها سقطاً في الإسناد، فقد رواه أبو الشيخ في العظمة (٤/ ١٣٥٨)، عن أبي يعلى قال: حدثنا سريج بن يونس، حدثنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج قال: أخبرني إسماعيل بن أمية، عن أيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافع، مولى أم سلمة، عن أبي هريرة، به. وبهذا تعلم أَنَّ حجاج بن محمد لم يروه عن أيوب، وإنما رواه عن ابن جريج، عن إسماعيل بن أمية، فرجع أصل الحديث إلى رواية إسماعيل بن أمية، عن أيوب بن خالد، وعليه فلا متابعة. العلة الثانية: قال البخاري، في التاريخ الكبير (١/ ٤١٣) - بعد أن ساق الحديث من طريق إسماعيل بن أمية، عن أيوب بن خالد، مرفوعاً - قال: "وقال بعضهم: عن أبي هريرة، عن كعب، وهو أصح". اهـ وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره (١/ ٧٢): "هذا الحديث من غرائب صحيح مسلم، وقد تكلم عليه علي بن المديني، والبخاري، وغير واحد من الحفاظ، وجعلوه من كلام كعب، وأن أبا هريرة إنما سمعه من كلام كعب الأحبار، وإنما اشتبه على بعض الرواة فجعلوه مرفوعاً". اهـ =