قلت: الحديث معلول بسبب الاضطراب في إسناده، قال الحافظ ابن رجب في "أهوال القبور"، ص (١٤٢): "ورواه يحيى بن العلاء، عن عبد الأعلى بن أبي فروة، عن قطن بن وهب، عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. خرجه الطبراني، وذِكْرُ ابن عمر فيه وهم". اهـ ثم قال الحافظ ابن رجب: "ورُوي عن عبيد بن عمير، عن أبي ذر، ولعل المرسل أشبه، وبالجملة الضعف أشبه، وبالجملة فهذا إسناد مضطرب، ومتنه مختص بالشهداء". اهـ وله شاهد من حديث سهل بن سعد - رضي الله عنه -، أخرجه ابن الجعد في مسنده (١/ ٤٣٢) قال: حدثنا محمد بن حبيب الجارودي، ثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد قال: "وقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قتلى أحد فقال: اشهدوا لهؤلاء الشهداء عند الله عز وجل يوم القيامة، فأتوهم وزوروهم وسلموا عليهم، فوالذي نفسي بيده لا يُسَلَّم عليهم أحد إلى يوم القيامة إلا رجوت له، أو قال: إلا ردوا عليه". وفي إسناده "محمد بن حبيب الجارودي" قال الذهبي في الميزان (٦/ ١٠٠): "غمزه الحاكم النيسابوري، وأتى بخبر باطل اتُهِمَ بسنده". اهـ قلت: وحديثه هذا الأشبه أن إسناده موضوع. وانظر: لسان الميزان، لابن حجر (٥/ ١١٥)، والمغني في الضعفاء، للذهبي (٢/ ٥٦٥). النتيجة: أن الحديث ضعيف، وممن ضعفه الألباني في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (١١/ ٣٦٥)، حديث (٥٢٢١). (١) أخرجه ابن عبد البر، في الاستذكار (٢/ ١٦٥) قال: أخبرنا أبو عبد الله، عبيد بن محمد، قراءة مني عليه، سنة تسعين وثلاثمائة، في ربيع الأول، قال: أملت علينا فاطمة بنت الريان المستملي، في دارها بمصر، في شوال، سنة اثنتين وأربعين وثلاث مائة، قالت: حدثنا الربيع بن سليمان المؤذن، صاحب الشافعي، قال: حدثنا بشر بن بكير، عن الأوزاعي، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .... ، فذكره. قال الحافظ ابن رجب: "قال عبد الحق الإشبيلي: إسناده صحيح. يشير إلى أن رواته كلهم ثقات، وهو كذلك، إلا أنه غريب، بل منكر". اهـ وقد تبع العراقيُ في "تخريج الإحياء" (٥/ ٢٤٣) عبدَ الحق الإشبيلي في تصحيحه للحديث، وأقرّه المناوي في "فيض القدير" (٥/ ٤٨٧). قال الألباني، في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (٩/ ٤٧٥): "هذا إسناد غريب؛ الربيع بن سليمان فمن =