للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للروح تعلق بالبدن يحصل به السماع، إلا أنَّ هذا التعلق غير دائم ولا مستمر، وإنما هو في وقت المساءلة فقط.

يدل على هذا الاختيار:

الأول: ما تقدم من الآيات في سورة النمل، والروم، وفاطر، وهي صريحة في نفي سماع الأموات، وقد تقدم بيان دلالتها على هذا المعنى.

الدليل الثاني: قوله تعالى: (إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (٣٦)) [الأنعام: ٣٦]، حيث شبه سبحانه الكفار الأحياء بالموتى في عدم السماع، فدل على أنَّ المشبه بهم - وهم الموتى - لا يسمعون أيضاً.


= رَبِّيَ اللَّهُ. فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ: دِينِيَ الْإِسْلَامُ. فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ فَيَقُولُ: هُوَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. فَيَقُولَانِ لَهُ: وَمَا عِلْمُكَ؟ فَيَقُولُ: قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ، فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ، فَيُنَادِي مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ أَنْ صَدَقَ عَبْدِي فَأَفْرِشُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَأَلْبِسُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ. قَالَ: فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا، وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ، قَالَ: وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ، حَسَنُ الثِّيَابِ، طَيِّبُ الرِّيحِ، فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ، هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ، فَيَقُولُ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ، فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ. فَيَقُولُ: رَبِّ أَقِمْ السَّاعَةَ، حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي .... ".
أخرجه: ابن المبارك في الزهد (٤٣٠ - ٤٣١)، وأبو داود الطيالسي في مسنده، حديث (٧٥٣)
ص (١٠٢)، وابن أبي شيبة في المصنف (٣/ ٢٥٦)، والإمام أحمد في مسنده (٤/ ٣٨٩ - ٣٩٠)، حديث (١٨٤٩١) و (١٨٤٩٢) و (١٨٤٩٣)، وهناد بن السري في الزهد (١/ ٢٠٥)، وأبو داود في سننه، في كتاب السنة، حديث (٤٧٥٣) و (٤٧٥٤)، والروياني في مسنده (١/ ٢٦٣ - ٢٦٤)، والطبري في تفسيره (٧/ ٤٤٨)، والحاكم في المستدرك (١/ ٩٣)، وقال: "صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي"، والبيهقي في إثبات عذاب القبر (١/ ٣٧) وفي شعب الإيمان (١/ ٣٥٦).
قال أبو نعيم [كما في مجموع الفتاوى، لابن تيمية (٥/ ٤٣٩)]: "وأما حديث البراء فحديث مشهور، رواه عن المنهال بن عمرو الجم الغفير، وهو حديث أجمع رواة الأثر على شهرته واستفاضته". اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية، في مجموع الفتاوى (٤/ ٢٧١): "هذا حديث معروف جيد الإسناد".
وصححه البيهقي، في إثبات عذاب القبر (١/ ٣٩)، وفي شعب الإيمان (١/ ٣٥٧)، وابن القيم، في إعلام الموقعين (١/ ١٣٧)، وفي كتاب الروح، ص (١٤٢)، والسيوطي، في شرح الصدور، ص (٦٢)، والهيثمي، في مجمع الزوائد (٣/ ٥٠)، والألباني، في صحيح سنن أبي داود (٣/ ١٦٦)، وفي أحكام الجنائز، ص (٢٠٢).

<<  <   >  >>